Breaking News
نجيب جبرائيل: البابا شنودة ...كان ضد التطبيع ورفض سفر الأقباط للقدس .. "حوار"

نجيب جبرائيل: البابا شنودة …كان ضد التطبيع ورفض سفر الأقباط للقدس .. “حوار”

 

حاوره/ محسن سرحان

السادات حدد إقامة البابا بسبب التطبيع

البابا شنوده .كان لديه مكتبة اسلامية ضخمة بالكاتدرائية

البابا شنوده.اقام الموائد الرمضانية تعبيرا عن اللحمة الوطنية

البابا شنوده كان أقرب اصدقاءه الشيخ الشعراوى

البابا شنوده رفض مقابلة مبارك فى أحداث الزاوية الحمراء فاكتسب عداوته فى بدايه حكمه

شخصية وطنية حتى النخاع ويتمتع بالمصداقية لدى المسلمون والمسيحيون على السواء ،شريك ولاعب أساسى فى كثير من الأحداث التي مرت بها مصر فى ملف الفتن الطائفية واتخذه البابا شنودة مستشارا له يحمل اسرار الكاتدرائية وأسس منظمة لحقوق الإنسان فسما بها واكتسب حب الناس.

أنه المستشار نجيب جبرائيل . رئيس منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان والمستشار الخاص للبابا شنوده

التقته الساعة وكان هذا الحوار الشيق

نص الحوار

عملت مستشارا للبابا شنوده لسنوات فما تقييمك لتلك الفترة?

نجيب جبرائيل: البابا شنودة ...كان ضد التطبيع ورفض سفر الأقباط للقدس .. "حوار"
….البابا شنودة قامة وطنية كبيرة وليس قامة دينية كبيرة فحسب فهو من أول من أصدر قرارا بحظر سفر الأقباط للقدس، مما تسبب فى حرج بالغ للرئيس السادات وقتها مع نظيره الإسرائيلي مناحم بيجن ،وكان هناك اتفاق غير معلن بين السادات وبيجن أن يحج الأقباط للقدس كنوع من التطبيع. وصرح وقتها البابا شنوده بأنه لا يمكن أن يكون الأقباط أول قاطرة للتطبيع على الاطلاق، ولن ادخل القدس الا وشيخ الأزهر فى يدى،وظل البابا شنودة على موقفه من اول اعتلائه لكرسى الباباوية عام 1971 ،حتى وفاته عام 2012 وطوال هذه المدة لم يذهب البابا للقدس اطلاقا.

ووصل به الأمر رفضه استقبال اى وفود إسرائيلية فى الوقت الذى كان يستقبلها غيره.

نجيب جبرائيل: البابا شنودة ...كان ضد التطبيع ورفض سفر الأقباط للقدس .. "حوار"
….فى أحداث الفتن الطائفية لم يستجيب البابا لتدخلات الخارج لماذا

….البابا شنودة كان يرفض تدخل اى جهات أجنبية تتحدث عن مشاكل الأقباط لإيمانه بأن مشاكل الأقباط لاتحل الا على مائدة حوار وطنية، وكان يرفض اى تدخلات خارجية لأن البابا كان مصريا حتى النخاع ويحب جميع أبناء وطنه مسلمون ومسيحيون.

…كيف كانت علاقة البابا بالأزهر؟

….البابا كانت تربطه روابط قوية مع شيوخ الأزهر الشريف ولاسيما فضيلة الإمام الراحل الشعراوى.

والبابا هو أول من أسس للمائدة الوطنية للإفطار فى رمضان، وكان يسعد باستضافة رجال الأزهر وشيوخه ورئيس الوزراء فى الكاتدرائية ويقوم بتوزيع الهدايا بعد الافطار ،وكان يعد اماكن يشرف عليها بنفسه للصلاة بعد المغرب فى الكاتدرائية.

وكان يحضر الاحتفال بليلة القدر والمولد النبوى الشريف مع شيوخ الأزهر.

والبابا كانت لديه مكتبة اسلامية ضخمة بالكاتدرائية
وكان يحفظ الشعر وينظمه أكثر من علماء اللغة العربية

….كيف كانت علاقته بالشيخ الشعراوى تحديدا؟

…حينما كان يعالج الشيخ الشعراوى فى لندن أمر البابا شنودة اسقف الكنيسة القبطية فى لندن، بعدم ترك الشيخ الشعراوى ابدا وزيارته يوميا للاطمئنان على صحته

ولما تماثل الشعراوى للشفاء وعاد من رحلته العلاجيةـ لم يذهب لبيته بل ذهب للكاتدرائية ليشكر البابا شنودة لأنهما كانا اعز صديقين.

…هل كان للبابا شنوده تأثيرا عربيا؟

…البابا شنودة امتد عمله لكثير من دول الخليج وليس مصر فقط ـوكان أمراء الخليج يعتزون به لدرجة أن أمير الكويت تبرع بقطعة أرض كبيرة لإقامة اكبر كنيسة قبطية فى الكويت، وايضا الامارات نفس الأمر وكان البابا شنوده ملقب من قبل العرب بأنه بطريرك العرب لموقفه الداعم لمناصرة القضية الفلسطينيةـ ورفض التطبيع مع الكيان الصهيونى ووصل الأمر بأن عقد البابا اكبر محاضرة فى نقابة الصحفيين ـبعنوان مناصرة القضية الفلسطينية وقال فيها أن اليهود أشد أعداء المسيحينـ وأنهم احتلوا واغتصبوا دير السلطان فى القدس واعطوه للاحباش وكانت قصة مشهورة وقته.

البابا شنوده كان تاريخ كبير جدا وموسوعة وهو السهل الممتنع وعندما التقى الرئيس الأمريكي كارتر ،راعى عملية التطبيع قال له البابا أن الغرب هم سبب ضياع وانهيار الاخلاق فى المجتمعات

وكان للبابا عظة أسبوعية يحضرها المسلمون والمسيحيون ،وكان يتسم بالحكمة وغير متسرع فى اتخاذ القرارات.
كما أنه شيد كثير من الكنائس فى الغرب مثل أمريكا واستراليا ،وعندما كان يزور تلك الكنائس كان يذهب اولا للسفارة المصرية فى تلك البلاد ويقول لابد أن أذهب الى بيتى اولا ،ثم يذهب للكنيسة بعدها فكان مصريا فى كل أفعاله وأقواله.

…كيف بدا خلاف البابا شنوده مع السادات

الخلاف بدأ بين البابا والسادات عندما رفض البابا سفر الأقباط للقدس، مما وضع السادات فى حرج بالغ مع بيجن وجعل السادات ،يشعر بخيبة أمل تجاه موقف البابا، وكان الاخير وعد نظيره الإسرائيلي وعدا غير معلن بحج 300 الف من الأقباط للقدس، لإرساء قواعد التطبيق فعليا فقال البابا قولته الشهيرة ،لن يكون الأقباط أول قاطرة للتطبيع واتخذ موقفا صارما ..فما كان من السادات إلا أنه أصدر قرارا بالتحفظ على البابا شنوده فى الدير واستمر التحفظ ثلاث سنوات وأربعة أشهر ،وقد تلقى البابا القرار بحكمة وصبر ولولا حكمته لحدثت فتنة طائفية كبرى وقتها.
ولكن البابا وجدها فرصة للتفرغ للعبادة وتأليف الكتب  وانقلبت المحنة لمنحة ،وفى الأصل البابا كان متعودا على الإقامة بالدير من قبل الباباوية فى الأساس.

…هل كان للبابا اصدقاء من المسئولين؟

..كان للبابا اصدقاء كثر من الوزراء منهم المهندس حسب الله الكفراوي، الذى كان صديقا حميما للبابا وايضا الدكتور مصطفى الفقى وكانا هما همزة الوصل بين البابا والرئيس مبارك إلى أن أصدر الاخير قرار بالإفراج عن البابا ،وتم استقباله استقبال شعبى حافل من المسلمين والمسيحيين


لماذا امتد الخلاف مع البابا من السادات لمبارك؟


عندما كان مبارك نائبا للسادات ،وقعت أحداث الزاوية الحمراء فذهب مبارك للبابا لاحتواء الأحداث ،ولكن البابا رفض استقبال مبارك وقتها بسبب أن الأمر تفاقم كثيرا.
فغضب مبارك حتى وصل لكرسى الحكم فلم ينسى ذلك للبابا، ولكن بعد ذلك صارت مودة قوية بينهما وفى فترة مرض البابا فى الخارج، كان مبارك على اتصال دائم للاطمئنان على صحته وتذليل اى عقبات وحلها فورا

…..كيف كانت جنازة البابا شنودة

..لم تشهد مصر جنازة شعبية ضخمة كجنازتى عبد الناصر والبابا شنودة، فقد امتد الطوفان البشرى من رمسيس حتى العباسية مسلمون ومسيحيون، فقد كان البابا لايفرق بين مسلم ومسيحى، لانه كان يساعد كل محتاج ولايسال ،عن دينه فأحبه الجميع وكان يقول دائما مصر ليست وطن نعيش فيه مصر، وطن يعيش فينا فلذلك عاش البابا فى قلوب محبيه فهو موسوعة فى الفكر والعلم و مدرسة وطنية ضخمة قلما يجود الزمان بمثلها.