Breaking News

زنا المحارم وعلاج ديني ونفسي واجتماعي

زنا المحارم وعلاج ديني ونفسي واجتماعي ، انتشرت في الآونة الأخيرة جرائم ” زنا المحارم”، مثل اعتداء الأب على ابنته والأخ على شقيقته، وغيره من هذة النوعية من الإعتداءات الجنسية، ونرصد لكم هذة الظاهرة وكيف يمكن التغلب عليها وفي التقرير التالي زنا المحارم وعلاج ديني ونفسي واجتماعي .

 

 

و تحدث العديد من الشيوخ في هذا الشأن موضحا أنه من أعظم الفتن التي يواجهها المسلم في هذه الحياة فتنة النظر إلى النساء وهذه الفتنة تواجه في السوق وفي الطرقات وفي الأماكن العامة وفي الجرائد وفي غير ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه:

 

(ماتركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء). رواه البخاري ومسلم.

 

ولذلك حرم الله الأسباب التي تؤدي إلى الزنا ومن أعظمها إطلاق البصر قال تعالى:

 

{قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} ولذلك دائما الشارع الحكيم يحرم الوسائل التي تفضي إلى الوقوع في الحرام وكل ذلك خشية الوقوع في المحرم ولذلك حرم الله النظر المحرم لأنه يفضي إلى الزنا والزنا معلوم أنه من أعظم الذنوب بعد الشرك بالله فقد قرنه الله بالشرك وقتل النفس لما فيه من إضاعة الأنساب وانتهاك الحرمات وإشعال الفراق والبغضاء بين الناس من إفساد كل منهم امرأة صاحبة.

 

يقول صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود: (لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك للدين المفارق للجماعة) ويقول صلى الله عليه وسلم متوعداً للزاني: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن) البخاري. قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله (ولا أعلم بعد قتل النفس ذنبا أعظم من الزنا).

 

 

 

 

 

 

وقال أحد أطباء علم النفس عن  أسباب زنا المحارم: بداية لا بد من الاعتراف بأن هذا الموضوع لا يعتبر ظاهرة في بلادنا الحبيبة ولله الحمد لكن لا يمنع ذلك من إلقاء الضوء عليه لأهميته الدينية والاجتماعية، أقول هذا والألم يعصر قلبي إن الحديث في هذا الموضوع يشبه الحديث تحت الماء كل حرف من حروفه يصرخ مستنكراً وكل جملة مذهولة من الجملة التي بعدها.

 

22% من الأقارب

 

أجرى الدكتور على الزهراني استشاري العلاج النفسي للأطفال والمراهقين بمجمع الأمل الطبي استطلاعاً شمل من طلاب الجامعات والكليات, اتضح من خلاله أن أكثر من 22.8 في المائة من حالات الاعتداء الجنسية، احتل الأقارب فيها الصدارة، يليهم الأصدقاء, ثم الإخوة والمعلمون, في حين احتل الاعتداء الجنسي من قبل الأب أو الأم المرتبة الأخيرة بنسبة 1 في المائة من المعتدين بحسب (العربية نت).

 

وذكر أن الاستبيان تم توزيعه على 2000 طالب وطالبة، ولم يستجب له غير 823 فرداً، مشيراً إلى أن الدراسة تم تقسيمها إلى ثلاثة أقسام هي: خبرات الطفولة, والمعلومات الشخصية المعتدي عليه, والأسرة ووقت الاعتداء والوضع الحالي للفرد، مرجعاً أسباب الاعتداء من قبل الأقارب (أبناء الأخ والأخت, والجد) وكل فرد يمت له بصلة إلى الفقر وتدني المستوى الاقتصادي, وزيادة عدد الأطفال لدى الأسرة, حيث إنه كلما ترافق الفقر مع زيادة عدد الأطفال، ازدادت بالتالي نسبة الاعتداء من قبل الأطفال, كما أن الفقر يدفع أحياناً الأب إلى دفع الأطفال لممارسة البغاء, بالإضافة إلى أن حالات الاعتداء الجنسي ترتفع في القرى عن المدن.

 

كما قالت رئيسة الدراسات ومركز المعلومات بجمعية حقوق الإنسان في السعودية الدكتورة سهيلة زين العابدين: إن هناك تزايداً لحوادث (زنا المحارم) في البلاد، مشيرة إلى ورود 20 حالة اغتصاب من المحارم إلى الجمعية، بحسب صحيفة (الوطن) السعودية وإذا أضفنا إلى ذلك قصص التحرش الجنسي، فسنجد أن قصصاً كثيرة أثارت الشارع السعودي كالقصص المنشورة في المواقع الإلكترونية. وإذا أضفنا إلى ذلك مايحدث حول محيط مدارس البنات من إطلاق كلمات بذيئة عليهن ومضايقتهن بالسيارة والذي بدوره يقتل الإحساس بالأمان لدى الفتاة بحيث لا تستطيع مصارحة أهلها لئلا تتعرض للشك والريبة.

 

وأضاف المطيري عن سبل العلاج قائلاً: تشير هذه الإحصاءات وهذه السلوكيات إلى ضرورة التحرك وبسرعة إلى سن أنظمة وقوانين تحمي من هذه الاعتداءات، فهذه مسألة دينية بالدرجة الأولى يجب وبأسرع وقت وضع العلاج المناسب لها دون المرور بلجان ودراسات يضيع معها الوقت. إن أسباب زنا المحارم متعددة ومتداخلة أولها التهاون والبعد عن الله سبحانه وتعالى، والتسارع العجيب في الحياة والذي أثر في عاداتنا وقيمنا، وكذلك انتشار المخدرات والقنوات الفضائية غير المنضبطة والتي تنفث سمومها في جسد الشاب والفتاة، وهناك العديد من الأسباب المباشرة وغير المباشرة، وفي ظني أن من أهمها غياب الحوار كثقافة داخل الأسرة والمجتمع، والذي من خلاله يمكن تعريف الفتى والفتاة بحقوقهما وواجباته الدينية والاجتماعية والقانونية، وكيف يتصرف عند مواجهة هذا الموقف، ولمن يلجأ بعد الله سبحانه وتعالى، وما هي المؤسسات الحكومية ذات العلاقة، كما ينبغي مراقبة السلطة الممنوحة للشاب على أخواته من قبل الأسرة، وإن مايزيد الطين بلة هو حساسية الأمر عندما يرتبط (بالعارف بذلك يتكرر الموقف مرة ومرتين وثلاث والضحية لاتستطيع الفرار خوفا من العار).

 

العنوسة والفقر والإنترنت

 

وتقول عن هذه الظاهرة الدكتورة فوزية (أخصائية اجتماعية): زنا المحارم ينتشر في معظم البلاد العربية وله أسباب كثيرة من أهمها انتشار المخدرات والتفكك الأسري وغياب التربية الدينية والفقر، وتضيف قائلة: الزحام في السكن والذي عادة ما يكون من العوامل المشجعة على زنا المحارم, إن كثيراً من الأسر في كثير من البلاد العربية مازالت تستخدم دورات مياه مشتركة مما يضعف الشعور بالحياء بين ساكنيها نتيجة اعتيادهم مشاهدة بعضهم البعض في أوضاع مثيرة، ويؤدى الازدحام في المسكن إلى تلاصق الإخوة والأخوات أثناء النوم مما يحرك شهوتهم ويدفعهم إلى إقامة اتصالات بينهم.

 

كذلك من بين الأسباب التي أوردتها بعض الدراسات ارتفاع نسبة العنوسة و هناك أسباباً أخرى لتفشى ظاهرة زنا المحارم مثل تجاهل الوالدين لتقديم جرعات معقولة من النصح بشأن الحياة الجنسية ومن ثم يلجأ الأبناء إلى زنا المحارم من باب التجربة، وكذلك غياب الوالدين وسفرهم للعمل بالخارج إضافة إلى انتشار الفيديو كليب والمواقع الإباحية على (الإنترنت) حيث إن أكثر شرائع المجتمع التي تهتم بالدردشة من خلال (الإنترنت) هي شريحة المراهقين وحتى تضم الأعمار من 15 عاماً حتى 30 عاماً وفي هذه الحالة يعتبر الإنترنت وسيلة تهدف إلى تفريغ الطاقة الجنسية لدى المراهقين والتي كثيراً ما تتحول إلى علاقات مباشرة وتصل إلى زنا المحارم.

 

الوقاية خير من العلاج

 

وعن الوقاية من هذه النار المحرقة للمنازل العربية يرى سلطان المطيري أن هذه الحكمة خاصة بزنا المحارم (الوقاية خير من العلاج) ويضيف قائلاً: وقوع زنا المحارم سوف يترك آثاراً ربما يصعب تماما معالجتها ويمكن اقتراح التالي:

 

الاهتمام بالسكن: مثل ملاءمة السكن لعدد أفراد الأسرة وتوفير سكن فسيح للأسر الفقيرة والمحرومة, خاصة في حالة وجود تكدس سكاني.

 

توفير المتطلبات الأساسية للحياة: توفير السكن والمعيشة المناسبة والإسراع في التشجيع على الزواج من خلال المساعدة والإقراض حتى تتاح الفرصة للحصول على الإشباع المشروع خاصة وأن نسبة الشباب كبيرة في المجتمع الحرص على القيم الإسلامية والاجتماعية وترسيخها.

 

ضبط الغريزة الجنسية

 

وحول هذه الظاهرة قال أستاذ الإرشاد والعلاج النفسي المساعد بجامعة الملك سعود الدكتور علي بن عبدالله البكر، في لقاء متلفز  وسألناه بداية عن الدوافع لزنا المحارم؟ فقال لا شك أن الإنسان لديه حاجات غريزية تحتاج إلى إشباع ومنها الغريزة الجنسية ولكن الله سبحانه وتعالى كرم الإنسان بنعمة العقل لكي تحكم وتضبط وتنظم طريقة وأسلوب إشباعها وفق منهج شرعي يتوافق مع هذا التكريم للإنسان حتى لا تسيطر عليه الدوافع الغريزية ويتم التفكير في الإشباع بطريقة بهيمية يحكمها انفعال الشهوة بعيداً عن الضوابط الذاتية التي تستند على مبادئ الشرع الذي وضع هذه الدوافع والحاحها على الفرد في الاعتبار عندما وجه إلى كثير من الطرق الوقائية والتي منها تجنب المثيرات أو ممارسات الطاعات التي تقوي الإنسان ليسيطر على غريزته الجنسية وفي مقدمتها الصيام إذا الدافع لزنا المحارم يأتي نتيجة اختلال بين كفة الدافع الغريزي وكفة الضبط وهذا لاشك مؤشر لضعف الوازع الديني والتحلل الأخلاقي وضعف الغيرة وقد يتدخل في ذلك أسباب عديدة تتعلق بظروف الفرد والبيئة المحيطة به داخل الأسرة وربما يكون للذكر دور كما قد يكون للأنثى أيضا دور مساعد في ذلك.

 

ولكن نحمي بيوتنا من

 

هذه الظواهر الدخيلة

 

يقول د. البكر: الحماية من هذه الظاهر والتي أرجو أن لا نطلق عليها ظاهرة حتى وإن حدثت وبدأت تنتشر نقول أنها تنطلق أولاً من استشعار أهمية الالتزام بالضوابط الشرعية في كل مايتعلق بنا في الجانب الشخصي أو الاجتماعي, وأن يكون التفكير في وقاية أنفسنا وممارسة الأسباب الموصلة لحمايتها من الوقوع في ذلك أمر مأخوذ في الاعتبار فقد وجهنا الشارع الحكيم في كتابه الكريم إلى عدم القرب من الزنا حتى لا نقع فيه ووجهنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالتفريق بين الأولاد في المضاجع عند سن العاشرة وهذا تأكيد على الجانب الوقائي خشية الوقوع في الأسباب الموصلة للزنا بشكل عام فما بالك بوقوعه بين المحارم ولهذا فتجنب المثيرات أي كان مصدرها أمر مطلوب وتنظيم الحياة والعلاقات بين أفراد الأسرة والرقابة من ولي الأمر يمكن أن تساهم في نمو الرقابة الذاتية وتقوي أفرادها لمواجهة حاجاته الغريزية بطريقة عقلانية حتى يتم إشباعها وفق الرؤية الإسلامية الصحيحة إما بالزواج أو الضبط.

 

ثواب وعقاب

 

* أثر الإنترنت والفضائيات في إذكاء جذوة هذه الظاهرة؟

 

الإنترنت والفضائيات ومختلف وسائل الاتصال إذا أحسن استغلالها كانت عوامل خير أما إذا أسيء استخدامها فهي عوامل هدم, ويعلم الجميع أن هناك تبايناً كبيراً فيما تعرضه وماتوصله هذه الوسائل من أفكار فمنها مايركز على الإغراء والإثارة بأنواعها اللفظية والسلوكية فعندما يتابعها الشاب ويهتم بها فهو يهدم الحصانة الذاتية لضبط شهواته وغرائزه ويفقد السيطرة عليها وبالتالي تصبح سلوكياته موجهة وفق غريزته لا عقله ويحدث هنالك التفكير السلبي في طرق الإشباع غير المشروعة ومنها الزنا فالإنسان يتفاعل مع خبراته إن خيرا فخير وإن شرا فشر.

 

الأسرة هي المحضن الأول وهي التي تغرس المبادئ والقيم في أبنائها فكل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه فدور التربية الأسرية مرتكز أساس في تنشئة الابن سواء عن طريق القدوة أو التوجيه وكذلك تطبيق الأساليب المناسبة في الثواب والعقاب والمتابعة بشرط أن تكون وفق أسس تربوية تتسم بالحكمة والموعظة الحسنة وكما قيل وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوده أبوه.

 

وليس للمؤسسات التعليمية أو المسجد أوغيرها أدوار بديلة لدور الأسرة وإنما متممة لها فما يتلقاه الابن في المسجد أو المدرسة يحتاج إلى متابعة وتطبيق في حياة الابن وخاصة في أحظان أسرته والعكس كذلك صحيح فالتكامل بين البيت والمدرسة أمر مهم ومطلوب لتبني رؤية مشتركة وأدوار متكاملة.

 

التوقف ثم التصحيح

 

* تخشى بعض الفتيات اللاتي وقعن في فخ زنا المحارم مصارحة أهلها أو مدرستها، كيف الطريق للتخلص من هذا المأزق دون أن نخدش حياءً أو نثير بلبلة أو نكشف المستور؟

 

من وقع في هذه المشكلة نقول له أنت الآن لايمكن أن تعيد الماضي لتغير فيه ولكن المشكلة في استمرارك على هذا الخطأ لأن الاستمرار لا يؤدي إلى التصحيح وأن التوقف هو أول مراحل الحل للمشكلة والوصول إلى التصحيح وعدم تجاهل التفكير في إيجاد الحلول لكل ما يترتب على ذلك الخطأ أوما يمكن أن يؤدي إلى العودة إليه من جديد وابدأ باستغلال ما تستطيع أن تقوم به أنت تجاه نفسك بدون مساعدة الآخرين للتخلص من هذا المأزق وإذا رأيت أنك في حاجة لمساعدة أحد فلجأ إلى من يؤتمن على السر وله رأي وحكمة في تقبل الأمر.

 

وقبول مساعدك ثم محاولة تجاوز الماضي لتبدأ صفحة جديدة تعيد بها الثقة النفس وتتطلع إلى مستقبل آمن قائم على الحق والفضيلة فكل البشر خطاء ولكن خير الخطائيين التوابون وكون من ارتكب الخطأ عاهد الله أولا بالتوبة وأن لا يعود فهو يكون بذلك حصن نفسه وتجاوز محنته مع استعانته كما أشرنا بمن يمكنه من تحقيق ذلك ولنا في تعامل رسول الله في تعامله أسوة حسنة حينما تعامل مع المرأة الزانية وكذلك الشاب حينما طلب الترخيص له بالزنا فكل حالة يتم التعامل معها بحسبها.

 

ويضيف د. البكر: مشكلة الزنا بشكل عام والزنا بالمحارم مشكلة ليست بالجديدة وإنما ظروفها ودوافعها وخاصة بالنسبة لمتعاطي المخدرات والمسكرات تختلف من زمن لآخر ومن ثقافة لأخرى ولاشك أن وسائل الإعلام والاتصال بدأت تكشف كثيرا من القضايا المتعددة حيث بدأ من يعاني من مثل هذه المشاكل أو يلاحظها يتصل بالمتخصصين في مجال الإرشاد ليتعرف على كيفية التعامل مع هذه المشكلة.

 

أما عن الحلول فيقول د. البكر: حتى لاتحرق البيوت بنيران الزنا نقول الوقاية خير من العلاج فيجب عدم التهاون في ضبط النفس والبعد عن مصادر الإثارة التي يمكن أن تؤجج غرائز الفرد وتضغط عليه وإيجاد نظام واضح للتعامل بين أفراد الأسرة ذكوراً وإناثاً, وأذكر بالتفريق في المضاجع بين الأبناء وجميع أفراد الأسرة, ولاشك طريقة اللباس ونوعها تحتاج إلى نوع من الحذر وعدم التساهل في الاختيار, وكذلك عند ملاحظة أي خطأ بسيط يجب أن يصحح حتى لا تتراكم الأخطاء وتتبلد الأحاسيس والمشاعر.

 

وفي الختام نقول: إن الأب والأم قدوة فليكونا قدوة حسنة ولا ينسيا أن الأبناء لهم مشاعرهم ولهم حاجاتهم ومتطلباتهم فلا يتم تجاهلها بل يجب التعامل معها وإشباعها حتى لايتم اللجوء إلى من يستغلها من رفقاء السوء ويشوه بيئته الداخلية وبنيته المعرفية ويكون بعد ذلك الانحراف والشذوذ.