“رمضان عند الفراعنة؟! رحلة في طقوس الصيام قبل آلاف السنين”
كتبت:ابتسام تاج
في كل رمضان، نعيش لحظات روحانية، نمتنع عن الطعام والشراب، نراجع أنفسنا ونحاول الاقتراب من الله.
لكن تخيّل معايا إن نفس المفهوم – الصيام والتطهر والاعتكاف – كان بيحصل من آلاف السنين، جوه معابد الفراعنة وعلى ضفاف النيل، حتى قبل ظهور الأديان السماوية.
المفاجأة؟
الفراعنة صاموا… واعتكفوا… واغتسلوا للطهارة قبل دخول معابدهم، بل وامتنعوا عن الشهوات وسلوكيات معينة، في طقوس بتشبه بشكل مذهل أجواء رمضان اللي بنعيشها النهاردة.
الصيام في مصر القديمة: عبادة التطهير
النقوش الفرعونية القديمة، خصوصًا في كتابات “برديات المتوفى” أو ما يعرف بكتاب الموتى، بتحكي عن صيام الكهنة وأفراد الشعب في أيام مقدسة.
كان الصيام أداة للتقرب من الإله، والتحضير للطقوس، والتطهر من الذنوب.
كانوا يصوموا عن:
اللحوم
الأسماك
البصل والثوم (لأنها تُعتبر مثيرة)
وحتى الكلام أحيانًا!
المثير؟
إن صيامهم لم يكن فقط امتناعًا عن الطعام، بل عن كل ما يعكر صفو الروح… وهو جوهر الصيام في رمضان!
طقوس الاعتكاف: “الخلوة” داخل المعابد
بعض الكهنة المصريين كانوا يختفون لأيام داخل المعابد في عزلة تامة، لا يختلطون بالناس، ولا يخرجون إلا بعد انتهاء الطقوس.
يقرؤون نصوصًا مقدسة، ويصومون عن الطعام والكلام – تمامًا كما نفعل نحن في العشر الأواخر من رمضان.
الاعتكاف عندهم كان وسيلة للسمو الروحي، والتأمل، واستدعاء صفاء النفس.
المياه والوضوء… قبل آلاف السنين!
قبل دخول أي معبد، كان المصري القديم لازم يغتسل بمياه النيل أو بحيرة طقسية موجودة بجانب المعبد.
الملابس تكون بيضاء، والجسد نقي، والعقل خالي من الشر.
هي طقوس أشبه بـ”الوضوء” قبل الصلاة، وتؤكد مدى حرص المصري القديم على النقاء الظاهري والباطني.
شهر مقدس؟ مش بالاسم لكن بالمضمون
رغم إن الفراعنة ما كانوش يعرفوا رمضان بالاسم، لكن مارسوا طقوسًا مشابهة في أشهر معينة، خاصة في مواسم الحصاد أو الأعياد الدينية.
كان لكل إله “أيام مقدسة”، يُمنع فيها الطعام الدسم، وتُقام الصلوات ويعمّ الصمت.
رمضان مصري بطابع أبدي
لو بصّينا بعمق، هنلاقي إن رمضان مش غريب على المصريين.
هو استمرار لروح مصرية أصيلة، كانت تؤمن بالنقاء والسكينة، وتحترف الصمت والتأمل، وتعشق الطقوس الجماعية اللي بتجمع بين الجسد والروح.
في النهاية، ما يعيشه المصري اليوم من أجواء رمضان هو امتداد طبيعي لما عايشه أجداده… حتى وإن اختلفت الأسماء.