“جه يكحلها عماها” وحكاية الأفعى، مثل شعبي يردده البعض عندما يحاول أن يعالج شخص مشكلة فيزيدها تعقيدا، وتعتبر الأمثال الشعبية نتاج الروافد الثقافية، وهي خير معبر عن التراث الشعبي لأي مجتمع؛ كما تشكل هذه الأمثال وعي المجتمع نحو الحلال والحرام، واحترام القيم، وتمثل أيضا أهم دلالات الحكمة والخبرة ونرصد لكم “جه يكحلها عماها” وحكاية الأفعى
.
ونستعرض في تقريرنا هذا المثل والذي يعد أحد أهم الأمثال الشعبية المصرية المتوارثة منذ عصور وتاريخ ومناسبة هذا المثل وهو “جه يكحلها عماها”، الذي يستخدم للتعبير عن أن عدم الحكمة فى التعامل مع المواقف قد يتسبب فى تدمير كبير للعلاقات بين الناس.
وتعود قصة هذا المثل الشعبى إلى روايتين الاولى أنه يحكى أن رجل كان يشك فى حب زوجته له لأنها لا تتحدث أو تضحك معه، فذهب لامرأة عجوز ليخبرها عن أمره، فنصحته بوضع أفعى مغلق فمها بإحكام على صدره وهو نائم، وبالفعل قام بتنفيذ ما نصحته به، حتى تفاجأ بصراخ زوجته وبكائها عليه وهى تحاول إيقاظه بعدما ظنت إنه مات، فتأكد من حبها له ونهض سريعًا ليخبرها إنه لم يمت، فلما علمت الزوجة بالأمر غضبت كثيرًا وأقسمت إنها لن تعود إليه وتركته، ومن هنا أطلق المثل “جه يكحلها عماها”.
أما الرواية الثانية وهى الأكثر تداولًا فتعود إلى أسطورة تقول أن فى أحد قصور الأثرياء قديمًا تواجد قطة وكلب ربطت بينهما علاقة صداقة كبيرة بحكم تربيتهما معًا، وكان الكلب معجبًا بجمال عينى القطة، التى سألها عن جمالها ذات مرة فأخبرته أن عيناها بها كحل، ولما سألها الكلب كيف لكِ ذلك فأحضر الكلب الكحل ليضعه فى عينى القطة لكن مخلبه غار فى عينها ففقعها ثم أطلق المثل “جه يكحلها عماها”.