المنطقه العربيه هذه الفترة محط أنظار العالم أجمع
بوتين فى في زيارة مرتقبة لايران و بايدن فى السعودية عدوها اللدود.
فقد أعلن الكرملين منذ أيام أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيزور إيران الأسبوع المقبل، و قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين ان بوتين سيحضر اجتماعًااجتماعًا ثلاثيًا مع زعماء إيران وتركيا.
لذا من السابق لأوانه التحدث عن نتائج زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة
وبعيدا عن مستقبل الدور الصيني في المنطقة الذي مازال يبدو غامضا
فمنذ أيام تحدث البيت الأبيض صراحة عن أن إيران التي تعاني من عقوبات غربية والتي يحكمها نظام الملالي في سبيلها لتصدير مئات الطائرات بدون طيار لروسيا لاستعمالها في الحرب ضد اوكرانيا، إيران التي طبقا للتصريحات الأميركية تقترب بشدة من قنبلتها النووية بعد أن فشلت سياسة أمريكا خلال السنوات الماضية في إدارة ملفها النووي ، ولأن السياسة لعبة اللاثوابت فإن السعودية التي تدار حاليا بفكر جديد تبحث عن شريك أكثر جدية خصوصا بعد تهميش الإدارة الأمريكية الحالية لها خلال الفترة الماضية وتجاهل مخاوفها الجيوسياسية حيال تزايد النفوذ الايراني في المنطقة، وأظنها وجدت في أبناء عمومتها الشريك المناسب
خصوصا أنهما يواجهان تهديدات مشتركة وبدى هذا خلال زيارة بايدن الأخيرة لجدة حينما صرح محمد بن سلمان أن إيران دولة جارة تربطها بالسعودية علاقات دينية وثقافية ودعاها للتعاون مع دول المنطقة! فهذا التصريح من وجهة نظري صفعة أخرى للإدارة الأمريكية التي دائما ما تلوح بأن إيران تهدد أمن المنطقة العربية كنوع من ضمان ولاء دول هذه المنطقة لها على اعتبار إنها حامي حمى الديار، وعلى صعيد آخر إيران تعلم أن الكل مشغول حالياً فيما يحدث في أوكرانيا وقررت كسب روسيا إلى صفها ويبدو أنها ناجحة في هذا حتى الآن فهي دولة جريئة جداً وتعلم جيداً أن ما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
إسرائيل تعرف هذا أيضاً وأشك أن تسمح لإيران بامتلاك قنبلة نووية على الاقل ستحاول محاولة عسكرية حقيقية لمنعها خاصة بعد أن باءت كل محاولات الولايات المتحدة الأمريكية لإسقاط نظام الملالي من الداخل بالفشل خلال السنوات الماضية
شد الرئيس بايدن الرحال ليبدأ جولته الشرق أوسطية والتي شملت إسرائيل وفلسطين وانتهت بقمة في الرياض هي الاهم في الجولة جمعته بولي عهد السعودية وقادة الدول الخليج ومصر والأردن والعراق.
الهدف الأمريكي الأساسي وراء هذه القمة يرتبط بشكل مباشر بمجريات الحرب الروسية الأوكرانية والتوتر المتصاعد بين واشنطن وكل من موسكو وبكين، وبدي ذلك واضحا في تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان ان هدف زيارة بايدن للمنطقة هو عدم السماح لروسيا والصين بملئ اي فراغ محتمل في الشرق الأوسط وكرر بايدن نفس هذه الكلمات الاستفزازية في كلمته بمؤتمر القمة في جدة.
وبعيدا عن التصريحات كان هدف واشنطن الأساسي من هذه الزيارة هو اقناع دول مجلس التعاون الخليجي بزيادة إنتاج النفط وذلك لإحداث انخفاض بسعره العالمي من شأنه ان يخفف اثر ازمة الطاقة النابعة عن الحرب الروسية الأوكرانية ولزيادة الضغوط الاقتصادية علي روسيا التي استفادت من ارتفاع أسعار الطاقة لتخفف من اثر العقوبات الغربية عليها.
ولكن بدي رد السعودية التي تتزعم مجلس التعاون علي المطالب الأمريكية واضحا بداية بالاستقبال الفاتر للرئيس الأمريكي بمطار جده الخارج عن قواعد البروتوكول و الخالي من اي مظاهر للحفاوة مرورا باستقبال ولي العهد لبايدن في القصر و ليس بالمطار بدون اي مظاهر لحفاوة الاستضافة المعهودة من قبل الرياض، انتهاءا برفض سعودي خليجي لمطلب زيادة إنتاج النفط.
فهل الولايات المتحدة لاتزال قادرة علي بسط تفوذها وهيمنتها بشكل مطلق علي منطقة الشرق الأوسط والعالم اجمع؟
علي الأرجح حملت قمة جدة أجابات مبدئية لهذه التساؤلات، حيث بات جليا ان السعودية تراجع طبيعة علاقتها بالولايات المتحدة و تسعي للانتقال بها من العلاقة التبعية المرتكزة الي النفط مقابل الأمن الي معادلة جديدة تتشكل عنها علاقة اكثر ندية مبنية علي المصالح المشتركة.
لذا الحرب الأميركية الباردة مع الصين وروسيا حاليا لا تعني دول الخليج التي وجدت ان ارتفاع أسعار الطاقة به مكاسب اقتصادية مؤكدة تعوض بها خسائرها الاقتصادية الكبيرة اثر اجتياح جائحة كورونا كما تتمتع اغلب دول الخليج بعلاقات اقتصادية وسياسية مستقرة وذات أهمية استراتيجية مع كل من موسكو وبكين وتعي السعودية جيدا أهمية تنويع علاقاتها الدولية ولذلك لم تنساق وراء ركاب العقوبات الأمريكي علي روسيا.
ما حدث في قمة جدة مؤشر جديد علي مدي الخلل التي أحدثته الازمة الاوكرانية في جسد نظام القطب الواحد الذي تقوده الولايات المتحدة ومن ثم تشير أيضا الي بوادر ميلاد نظام عالمي جديد متعدد الاقطاب ينهي هيمنة الولايات المتحدة المطلقة علي السياسة الدولية
الآن أصبح الشرق الأوسط أشبة ببرميل بارود ينتظر عود ثقاب.