آهٍ يا سيدي كلما ذكر اسمك، التاع
الفؤاد شوقا واحترقت الأحزان و طافت الأنوار محلقة فوق خبايا النفس المرتجفة فتلمع الأحداق وتسعد السرائر وتكون لوداد عطر سيرتك أعماقا مرتشفة .
إنها الهجرة بل رحلة الهجرة التي هاجر فيها كل الأحبة والأخلاء ليسطروا لنا أسس التجلي والتحلي والتخلي ، نعم يارسول الله لقد تجلى معك حب الله لك وتوفيقه لأنك أعددت لتلك الرحلة العدة ؛ وأخذت بالأسباب أنت وصحابتك الكرام.. وتوكلت على الله في النتيجة وذاك أول درس في الهجرة المباركة يجب علينا تعلمه .
أما عن التحلي فضربت لنا أعظم الأمثلة في الصبر على الأذى حينما آذاك بنو وطنك وكان شاغلك الأكبر هو الفرار بالدعوة من أجل إقامة الدولة .
تخليت يا حبيبي يا رسول الله عن أمانك في وطنك وآثرت دعوة الإيمان على الأمان الذي ينعم به الإنسان في وطنه فأيد الله حبك في الأرض ..
فيا من تنشدون الحب هل أدركتموه الآن كما علمني إياه سيدي ، علمني أن أحب غيري كما أحب نفسي فهل سما كل منا إلى تلك المرتبة حيث قال – صلوات الله عليه وتسليماته – ” لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ” ، وهنا تكمن عظمة حبه حين اشترط أن يقع الإيمان حينمانخلص الحب ونزينه بالصدق .
ولا أجد مثالا رائعا فى رحلة الهجرة ،قدر ماعانق الحب أفئدة من بايعوه ونصروه فتآخى المهاجرون والأنصار على الحب والوئام فقويت الدعوة وصلب التحدى .
*اوصانا بالصداقة ولم يكتف بل أوصانا أن ننظر إلى ما يعتنقه الأخلاء من تطبيق مبادئ دينهم فقال – صلى الله عليه وسلم – : ” المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل” فانظروا يا من تأملون السلامة
وعلموا أولادكم كيف يختارون أصدقاءهم .
*اوصانا بالرضا وأن الاطمئنان والسكينة فى درب الله فقط
حيث قال صلوات الله عليه وتسليمه
يابنى إنى أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك واذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشىء لم ينفعوك إلا بشىء قد كتبه الله لك ولو اجتمعت على أن يضروك بشىء لم يضروك إلا بشىء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف .
*أوصانا بالحياء وما أحوجنا إليه اليوم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة أفضلها قول لا اله الا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ..
والحيا ء شعبة من الإيمان )صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
اغرسوه فى جنبات رحمائكم ورحماتكم فإنه رأس مكارم الاخلاق وشعار الاسلام ..
وعلينا ان نجدد العهد مع الله بعدما ودعنا عاما هجرىا ونستقبل عاما جديدا .. ومن حكمة الخالق عز وجل أن جعل نهاية العام الهجري الماضى فى شهر ذى الحجة وبداية العام الحالى فى شهر محرم والاثنان من الأشهر الحرم .
فلنحرم ولنجرم كل البذاءات،والنداءات النفسية حينما تموج بنا فى عالم الشهوات اللوذعية .
وعلموا من جاء فى حوزتكم فكنتم لهم رعاة وحملتم فى أعناقكم لهم طوق المسؤولية- علموهم – أن سر النجاه أن تحفظ الإله.