أم بطلة “متلازمة داون”: أحلم بوصول ابنتي للعالمية
عندما يتعرض الإنسان للأزمات في حياته قد تؤدي به إلى أمرين إما الهلاك أو الدفع إلى الأمام، فعلى المبتلى أن يختار بين الحياة أو الموت وهو حي يرزق ، هذا الصراع الداخلي ينتاب كل أم وأب لديهم أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولكن عندما يختار رب الأسرة الحياة فتصبح هنا الإعاقة سبب في انطلاقه ودفعة إلى الامام وتحقيق للطموح والفخر ، وهذا ما اختارته أسرة بطلة الجمهورية في ألعاب القوى شيماء محمد محمد طه “15 سنة” وهي أحد أبطال ذوي الهمم ، داون سند روم والملقبة بـ “سندريلا الداون” الحاصلة على 16 ميداليا ما بين ذهبية وفضية ، وهي التي حققت بطولات باهرة في رمي الُرمح والُقرص ، والكاراتيه ، كما تشارك “سندريلا الداون” في تقديم استعراضات خاصة بذوي الهمم بدار الاوبرا المصرية، لثبت للجميع أن متحديين الإعاقة أشخاص كاملين وأبطال يستطيعون تحقيق الانتصارات في كافة المجالات متفوقين بذلك على الكثير من الأصحاء، وبأقل الإمكانيات.
تستطيع “شيماء” بابتسامتها أن تخطف قلبك ، تبهرك بتركيزها وأسئلتها الكثيرة ، تجعلك تنظر لهذه الفئة بشكل جديد ومختلف ، فالطفلة ذات الخمسة عشر عاما صاحبة متلازمة الداون ، تحلم أن تصبح “ظابطة شرطة” ، تلتفت لكل ما هو صغير وكبير ، وتحكي عن بطولاتها بسعادة وفخر ، تنتبه للضار والنافع ، وهذا لم يأتي بين يوم وليلة وإنما هو مجهود أسرة كاملة أب وأم اختاروا الحياة بعزة وفخر لابنتهما صاحبة القدرات الخاصة المميزة .
التقينا مع السيدة فاطمة أم بطلة الداون شيماء محمد محمد طه ، متحدثة عن قصة كفاحها ونجاح ابنتها .
وتقول “فاطمة” وهي أم في ريعان شبابها تبلغ من العمر 35 عاما :” عندما ولدت ابنتي شيماء حدثت لي صدمة كونها طفلة “منغولية” كنت أبكي ليلا ونهارا وأفكر كيف أستطيع التعامل معها فجاء لي أخى الاكبر وقال (لو مش عجباكي أنا هخدها أربيها) هنا نزلت الجملة علي كالصاعقة وقررت ألا أترك ابنتي وانني سأسعي لكي تحيي بشكل طبيعي لتمارس حياتها بشكل كامل “.
الزوج الداعم وأضافت:” زوجي يعمل سائقا ورغم ضيق الحال وقف بجانبي لدعم شيماء وقرر أن يصرف كل ما يملكه من أجل أن تنال حياة طبيعية وبالفعل ذهبنا إلى مستشفي أبو الريش القسم الياباني لمتابعة حالتها وتلقينا العلاج الطبيعي .. ابنتي كانت تنظر لي وتضحك فقط ولايوجد أي عضو في جسدها مستجيب للحركة وكان هنا دور العلاج الطبيعي لتحيا ابنتي التي ظللت أحملها على كتفي وهي في سن 3 سنوات كانت تبلغ من الوزن 40 كيلو ، وكلما أصابني اليأس في بعض الأحيان من كثرة المصاريف والإحباط كان زوجي هو السند والداعم لي رغم حالتنا المادية فكان يسعى ليصرف كل ما يأتي من رزقه على ابنتنا “.
وتابعت:” في السابق كان معاش ذوي الاحتياجات الخاصة 85 جنيها فقط وكانت جلسة التخاطب تكلفنا 40 جنيها حينها فكانت المعاناة كبيرة سواء على المستوى المادي أو النفسي، وكانت تقابلنا الكثير من العراقيل والنظرات وأقاويل البعض حولي “متتعبيش نفسك معاها وخلفي غيرها” ، مضيفة:” ورغم نظرات التنمر والحديث الهدام كنت لا أسمع لأي حديث أونظرات تهدم عزيمتي وكنت ولازلت مصرة على الوصول بابنتي لبر الأمان”.
السيسي جعل لنا “احترام بين الناس”
وتشير “فاطمة” إلى أن اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي بذوي الاحتياجات الخاصة وتكريمهم جعل لهم احترام بين فئات المجتمع الذي يتعامل معهم على أنهم أشخاص غير كاملين وغير مؤهلين للتعامل معهم وبدعمه والقوانين التي أصدرها الرئيس لصالح ذوي الهمم تغيرت الصورة الذهنية المحفورة في عقول البعض وأصبحنا نشعر بأننا نتعامل بـ”احترام بين الناس” .
وتقول “فاطمة” :” الرئيس السيسي أصدر قانون ضد التنمر لحمايتنا وحماية أبنائنا وإذا شعرت في يوم من الأيام أن ابنتي تتعرض للتنمر سوف ألجأ إلى هذا القانون وأنا كلي ثقة أن حق ابنتي سيأتي في عهد الرئيس، هذا بالإضافة إلى زيادة المعاشات من 85 جنيها إلى 450 جنيها في عهده بالاضافة الى وفتح مراكز الشباب لنا والدخول مجانا .
وتقول “فاطمة” :” الرئيس السيسي أصدر قانون ضد التنمر لحمايتنا وحماية أبنائنا وإذا شعرت في يوم من الأيام أن ابنتي تتعرض للتنمر سوف ألجأ إلى هذا القانون وأنا كلي ثقة أن حق ابنتي سيأتي في عهد الرئيس، هذا بالإضافة إلى زيادة المعاشات من 85 جنيها إلى 450 جنيها في عهده بالاضافة الى وفتح مراكز الشباب لنا والدخول مجانا .
بطلة عالمية
وتحلم “فاطمة” أن تصل بابنتها إلى العالمية ، مشيرة إلى انه على الرغم من جميع الامكانيات التي وفرها الرئيس عبدالفتاح السيسي لذوي الهمم إلا أن هناك من يعيق تنفيذ بعض هذه التوجيهات من الموظفين .
وتقول الأم :” بعض الموظفين تعرقل إجراءات معاش تكافل وكرامة ولدي ابني مصطفي أيضا لديه إعاقة بصرية أسعي في معاشه ولكن هناك عرقلة من الموظفين وهذا يعاينه الكثير ممن في ظروفنا بسبب الإجراءات الروتينية وتعنت بعض الموظفين “.
وتابعت:” نفسي بنتي تبقى بطلة عالمية ونفسي الدولة تعطي مزيد من الاهتمام لذوي الهمم لتصبح جميع التدريبات الخاصة بذوي الهمم مجانية ، أنا زوجي سائق وراتب السائقين معروف ولكي نستمر في دعم أبنائنا نريد دعم أكبر من الدولة ليمارس أبنائي الرياضة وليكملوا تعليمهم ، فأنا لاأحب الفشل وسأظل وراء ابنتي حتى تحقق طموحها ونجاحها وأصل بها الى العالمية “.
مطالب مشروعة
وتطالب “فاطمة” باصدار مزيد من القوانين لصالح ذوي الاحتياجات الخاصة ومن بينهم قانون يسهل عملية الدمج لدخول أصحاب متلازمة الداون للجامعات ، مشيرة الى أن شيماء في السنة الثانية “تلمذة” ومن ثم تستطيع دخول التعليم الفني ومن بعدها ينتهي مطاف التعليم بالنسبة لابنتها وهي التي تحلم أن تدخل الجامعة .
كما تطالب الأم بتسهيل الاجراءات الخاصة لذوي الهمم وأن ينتشر مبدأ المرونة بين الموظفين وعدم المماطلة في الإجراءات وتخصيص عربة كاملة في المترو لذوي الهمم لحمايتهم من الزحام وبعض المتطفلين والمتنمرين عليهم، كما تطالب بدعم مجاني كامل لجميع التدريبات الرياضية الخاصة بهم على مستوى الجمهورية .