الفتاة الشبح ، ليست قصتنا اليوم عن قصة غير حقيقية ولكنها قصة حقيقية ومن القصص النادرة التي عاشتها أسرة في أوروبا وتحديدا في ضاحية انفيلد بلندن، وكان أبطال القصة سيدة مطلقة وأطفالها الأربعة، هذة القصة تخرج ما بين وقت وآخر خاصة مع زيادة الحديث عن المس والتلبس بالجن وغيره من هذا القبيل ونرصد لكم في التقرير التالي قصة الفتاة الشبح كما كان ينادون أحد أبطال القصة بالمدرسة .
بداية القصة
كانت بداية القصة بضاحية انفيلد اللندنية , حيث انتقلت بطلة القصة وأولادها إلى أحد المنازل للسكن هناك وأولادها بيغي (12 عام) , جانيت (11 عام) , جوني (10 أعوام) , بيلي ( 7 أعوام)، وفي أحد الأيام أرسلت الأم أبنائها للنوم مبكرا وأثناء متابعتها للتلفاز سمعت ضوضاء في غرفة ابنتيها ، وصعدت الأم لايقاف ابنائها عن الضوضاء معتقدة أنهم من يثيرون الضجة إلا أنها وجدت الفتاتين ينظرن برعب الى خزانة الملابس التي تحركت من مكانها واستقرت في منتصف الحجرة وأعادت الأم الخزانة إلا أنها عادت مرة أخرى الى مكانها، فارتعبت الأم وأخذت أطفالها لمنزل جارتها لنجدتها، وذهب زوج الجارة لتحري الأمر إلا أنه عاد مرعوبا ووصف الأمر بأن هناك طرق كان بالمنزل وتتبعه أينما ذهب فشعر بالرعب بشكل كبير.
استدعاء الشرطة وكرسي يتحرك من تلقاء نفسه
قامت السيدة هودجسون باستدعاء الشرطة , فحضر شرطي وشرطية وفتشا المنزل طويلا بحثا عن مصدر الطرق على الجدران , لكن لم يعثرا على شيء , ثم فجأة صرخ أحد أبناء السيدة هدجسون مشيرا بيده نحو كرسي في غرفة الجلوس . الشرطية كارولين هيبز وصفت ما رأته في تلك اللحظة بما يلي : ” كان هناك كرسي بجانب الأريكة , نظرت إليه ولاحظت بأنه يرتجف بقوة , ثم بدأ يتحرك من تلقاء نفسه حتى أستقر عند حائط المطبخ , لقد سار لمسافة 3 – 4 أقدام قبل أن يتوقف ” . الشرطيان قاما بفحص الكرسي جيدا بحثا عن خيط أو خدعة ما .. لكنهما لم يجدا شيئا , فتملكهما الرعب وغادرا بسرعة بعد أن أخبرا السيدة هودجسون بأن ما يجري في منزلها ليس من اختصاص الشرطة.
زيادة وتيرة الأحداث الغامضة
في الأيام التالية زادت وتيرة الأحداث الغامضة في منزل السيدة هدجسون , وسرعان ما انتشرت الأخبار في الحي حتى وصلت إلى أسماع الصحافة , فحضر مراسلان من جريدة الديلي ميرور لتحري القضية , وقد وصف أحدهما تلك الزيارة قائلا : ” كانت هناك فوضى عارمة .. الأشياء تطير في الهواء من تلقاء نفسها ! .. والناس يصرخون برعب ” وقد تم نشر التقرير في الصحف وقتها إلا أن المراسلين بعد أن سجلوا الطرق الغامض في المنزل وجدوا عند عودتهم اكتشفوا أن أجهزتهم التوت بشكل غامض . وجميع التسجيلات محيت.
الروح تتحدث على لسان جانيت
أنتبه المحققان إلى أن معظم تلك الأحداث الغريبة كانت تتركز حول أبنتي السيدة هودجسون , خصوصا الابنة الصغرى جانيت , والتي لقبت بعد ذلك بالفتاة الشبح كان كل شيء يصاب بالجنون في حضورها , الأثاث يتحرك من تلقاء نفسه , الأشياء تطفو في الهواء , القضبان الحديدية تلتوي , أكواب الماء تمتلئ من تلقاء نفسها , الكتب تظهر وتختفي , التلفاز يعمل من تلقاء نفسه , الموقد الحجري الضخم ينقلع من الجدار ويتدحرج حتى منتصف الحجرة! .. كل شيء كان يدور حول جانيت .. وأقسم أهلها وبعض الجيران بأنهم شاهدوها تطير في حجرتها . ثم أخذت تدخل في حالة من اللاوعي تشبه الصرع , كانت خلالها تصبح في غاية القوة , حتى أنها دفعت مرة أحد الصحفيين فرمته في الهواء لمسافة أربعة أمتار .. وبدأت تتكلم بصوت أجش يخرج من فمها من دون أن تحرك شفتيها .. كان صوتا لرجل عجوز , متعب وفض .. وبظهور هذا الصوت أدرك المحققان بأنهما أمام حالة مس شيطاني , فأخذا يتحدثان مع الصوت , أو بالأحرى مع الكيان الذي تلبس بجسد جانيت , ويسجلان تلك الأحاديث على أسطوانات , وقد عرفا من خلال تلك المحادثات بأن صاحب الصوت هو عجوز يدعى بيل ويلكنز , عاش في المنزل منذ سنوات بعيدة , ومات وحيدا بجلطة في الدماغ , وقد وصف هو في إحدى محادثاته كيفية موته قائلا : ” قبل أن أموت أصابني العمى وحدث لي نزيف في الرأس فشعرت بالنعاس ثم مت على الكرسي الموجود بجانب السلم في الطابق السفلي”.
جانيت لا تتذكر كلام الروح التي تتلبسها
لم تتذكر جانيت أي شيء مما تقوله الروح على لسانها بعد خروجها من حالة اللاوعي أو التلبس , كأنها كانت مخدرة أو نائمة . وللتأكد من أن الفتاة لا تصطنع تغيير صوتها جعلها المحققان تشرب القليل من الماء وتحتفظ به في فمها خلال فترة تكلم الصوت على لسانها , وقاما أيضا باستشارة طبيب مختص بالحنجرة , فأخبرهما بأن احتمال أن تكون الفتاة تتصنع التكلم بهذا الصوت الغليظ من دون أن تحرك شفتيها يبدو مستحيلا , لأن ذلك سيؤدي حتما إلى تدمير حبالها الصوتية خلال دقائق معدودة . أما أغرب ما في الأمر فهو أن شخصا أتصل بالمحقق موريس بعد عدة شهور واخبره بأنه أبن السيد بيل ويلكنز , وبأن والده مات فعلا في منزل السيدة هدجسون قبل سنوات طويلة.
نصب كاميرات في حجرة جانيت
خلال تلك الفترة قام المحققان أيضا بنصب كاميرات حساسة في حجرة جانيت , كانت هذه الكاميرات تعمل بشكل آلي في حالة حدوث أي حركة غريبة داخل الحجرة فتبدأ بالتقاط الصور بواقع صورة واحدة كل ربع ثانية وبواسطة هذه الكاميرات تمكن المحققان من التقاط مجموعة صور حيرت وأرعبت الكثير من الناس في انجلترا آنذاك وتحولت بمرور الزمان إلى أيقونة لجميع حالات وقضايا التلبس والمس الشيطاني . فبعض تلك الصور أظهرت تحرك الأثاث والمفروشات من تلقاء نفسها في غرفة جانيت , وبعضها أظهرت جانيت وهي تطير في الهواء داخل حجرتها وقد ارتسمت على وجهها ملامح الرعب والفزع , كأنما هناك قوة خفية تحملها وتدور بها في أرجاء الحجرة .. قوة جبارة قالت عنها جانيت مرة في لقاء مع القناة الرابعة الانجليزية : ” أنا كنت منقادة لقوة خفية لا احد يستطيع فهمها , أنا فعلا لا أحب التفكير فيها كثيرا , وغير واثقة من أنها كانت فعلا شريرة , كانت على الأرجح تود أن تصبح جزءا من عائلتنا .. لم تكن تريد أن تلحق الضرر بنا , كانت قد ماتت في المنزل وتريد أن تترك بسلام , الطريقة الوحيدة لها كي تتواصل مع الآخرين كانت عن طريقي وطريق شقيقتي
14 شهرا من الرعب
الأحداث الغريبة في منزل عائلة هودجسون استمرت لحوالي أربعة عشر شهرا وبدأت تهدأ بالتدريج ابتداء من خريف عام 1978 , كانت هناك أصوات وطرقات من حين لآخر , لكن ليس مثل الأول . ولم تعد جانيت تتعرض لنوبات المس ثم تزوجت مبكرا في سن السادسة عشر وغادرت المنزل . وبصورة عامة لم يكن المستقبل كريما مع عائلة هودجسون , فالابن جوني مات يافعا في سن الرابعة عشر جراء إصابته بمرض السرطان , وكذلك فقدت جانيت أبنها الذي مات خلال نومه في سن الثامنة عشر . أما الأم مارغريت هدجسون فقد عاشت في المنزل وحيدة بعد أن غادر أبنائها حتى فارقت الحياة عام 2003
عائلة جديدة تسكن المنزل وتهرب بعد وقت قصير
بعد موت الأم مارغريت سكنت المنزل عائلة جديدة تتكون أيضا من أم وأربعة أطفال , لم يكونوا يعلمون شيئا عن تاريخ المنزل , ولم يطل الوقت على أطلت الأمور الغريبة برأسها من جديد , الأم قالت بأنها كانت تشعر بأن هناك من يراقبها باستمرار , وقال أطفالها بأنهم كثيرا ما كانوا يستيقظون في ساعة متأخرة من الليل على صوت أناس يتحدثون في الطابق الأرضي مع أن جميع من في المنزل كانوا نائمين . وقال أحد الأبناء أنه أستيقظ في إحدى الليالي ليشاهد رجلا مخيفا يقف فوق رأسه وينظر إليه بطريقة غريبة .. وكانت تلك الحادثة كافية لكي تلملم العائلة حقائبها وتغادر المنزل من غير عودة.
حاليا المنزل مسكون من قبل عائلة أخرى ترفض الحديث إلى الصحفيين
.
المشككين الفتاتان هم من افتعلوا هذة الأحداث
تم توثيق قضية انفيلد بالصوت والصورة , ويوجد عشرات الشهود عليها .. الجيران .. الصحفيين .. الشرطة .. المحققين الروحانيين .. الخ . لكن كل ذلك لم يمنع من ظهور مشككين , وهؤلاء لديهم حججهم وأدلتهم , فهم مؤمنين بأن كل ما جرى في المنزل من أمور غريبة كان من اختراع وتلفيق الشقيقتين بيغي وجانيت , فتلك الأمور الغريبة لم تكن تطل برأسها إلا بوجود الشقيقتين ولا تحدث إلا في حجرتهن , خصوصا جانيت , التي وصفها البعض بأنها “ذكية جدا جدا ” .. وبالفعل تم الإمساك بالفتاتين في عدة مناسبات وهن يقمن بتلفيق الأدلة , موريس نفسه أمسك بهن مرة وهن يقمن بلي الملاعق التي زعمن لاحقا بأن روح بيل هي التي قامت بليها . وفي مناسبة أخرى تمكن ساحر أميركي زار العائلة للتحقق مما يجري من الإمساك بجانيت وهي تحاول خداعه . أما بالنسبة للصورة التي تظهر جانيت وهي تطير في الهواء فهي بنظر المشككين لا تنطوي على إي غرابة , لأنها مجرد صورة لفتاة تقفز في الهواء من فوق سرير نومها , وتتلاشى غرابة الصورة تماما إذا علمنا بأن جانيت كانت عضوا في فريق الجمناستك بمدرستها . أما مسألة الصوت فيقول بعض الخبراء بأن الإنسان يمكنه تغيير صوته وإخراج الأصوات من معدته بالقليل من التدريب .. فهي ليست مسألة مستحيلة كما يظن البعض . أما سبب قيام الفتاتين بهذه الخدع والألاعيب فيعزوه المشككين إلى الرغبة في جذب الانتباه , وإلى الخواء العاطفي الذي سببه انفصال والديهما .
كما أسلفنا فأن قضية انفيلد تم توثيقها بالصوت والصورة , ويوجد عشرات الشهود عليها .. الجيران .. الصحفيين .. الشرطة .. المحققين الروحانيين .. الخ . لكن كل ذلك لم يمنع من ظهور مشككين , وهؤلاء لديهم حججهم وأدلتهم , فهم مؤمنين بأن كل ما جرى في المنزل من أمور غريبة كان من اختراع وتلفيق الشقيقتين بيغي وجانيت , فتلك الأمور الغريبة لم تكن تطل برأسها إلا بوجود الشقيقتين ولا تحدث إلا في حجرتهن , خصوصا جانيت , التي وصفها البعض بأنها “ذكية جدا جدا ” .. وبالفعل تم الإمساك بالفتاتين في عدة مناسبات وهن يقمن بتلفيق الأدلة , موريس نفسه أمسك بهن مرة وهن يقمن بلي الملاعق التي زعمن لاحقا بأن روح بيل هي التي قامت بليها . وفي مناسبة أخرى تمكن ساحر أميركي زار العائلة للتحقق مما يجري من الإمساك بجانيت وهي تحاول خداعه . أما بالنسبة للصورة التي تظهر جانيت وهي تطير في الهواء فهي بنظر المشككين لا تنطوي على إي غرابة , لأنها مجرد صورة لفتاة تقفز في الهواء من فوق سرير نومها , وتتلاشى غرابة الصورة تماما إذا علمنا بأن جانيت كانت عضوا في فريق الجمناستك بمدرستها . أما مسألة الصوت فيقول بعض الخبراء بأن الإنسان يمكنه تغيير صوته وإخراج الأصوات من معدته بالقليل من التدريب .. فهي ليست مسألة مستحيلة كما يظن البعض . أما سبب قيام الفتاتين بهذه الخدع والألاعيب فيعزوه المشككين إلى الرغبة في جذب الانتباه , وإلى الخواء العاطفي الذي سببه انفصال والديهم
بغض النظر عما يقوله المشككون يبقى الكثيرون مؤمنين بصحة وصدق الأحداث في قضية انفيلد , وفي مقدمتهم المحقق موريس الذي رافق العائلة لأكثر من سنة , والذي يقر بأن الفتاتان قامتا أحيانا بفبركة بعض الأمور , ربما لجذب الانتباه , لكنه يؤمن بأن معظم ما حدث في المنزل كان حقيقيا و ويقول بأنه حتى لو افترضنا بأن الفتاتين لفقتا كل شيء , فكيف نصدق بأن طفلتين بهذا العمر بإمكانهما معرفة أن عجوزا مات قبل سنوات بعيدة في منزلهما , وكيف لطفلة بسن جانيت أن تقوم بتحريك بعض الأشياء التي يعجز الكبار عن تحريكها مثل الموقد في حجرتها الذي يزن مئات الأرطال والذي أنقلع من مكانه في الجدار وتدحرج إلى وسط الحجرة . وماذا عن الطرق على الجدران الذي كان يحدث أحيانا بوجود جميع أفراد العائلة في مكان واحد مما يشير إلى أن شخصا آخر ليس من العائلة هو الذي يقوم بالطرق , وهذا الطرق كان غريبا إلى درجة انه كان ينتقل من حجرة إلى أخرى , وأحيانا يأتي من مكانين متباعدين في آن واحد
..
جانيت نفسها , وهي اليوم سيدة بالأربعينات من عمرها, اعترفت في بعض اللقاءات بأنها وشقيقتها مارستا فعلا الخداع أحيانا , لكن نسبة الأمور المفبركة من قبلهما لا تتجاوز الاثنان بالمائة من مجمل الأحداث التي وقعت في المنزل , وهما قامتا بذلك لسببين , الأول هو امتحان واختبار قدرات الأشخاص اللذين كانوا يحققون في القضية لمعرفة ما إذا كانا فعلا بارعين في عملهم أم مجرد دجالين , والسبب الثاني هو أرضاء الزوار الكثيرين الذين كانوا يأتون إلى المنزل وهم يتوقعون رؤية أمور غريبة . وما عدا ذلك تصر جانيت على أن أغلب ما حدث في المنزل حقيقي مضيفة يمكنك أن تدعوني مجنونة أو مخادعة إذا شئت . لكن تلك الأمور حدثت فعلا , وتلك الروح كانت معي حقا , واشعر بكل معنى الكلمة بأنها ستظل دائما معي
وتقول أيضا :
” كنت اشعر بالرعب وأنا عائدة إلى المنزل من المدرسة . الباب الأمامية ستكون مفتوحة حتما , سيكون هناك أناس يدخلون ويخرجون , ولا يمكنك أن تتوقع ما سيحدث , كنت اقلق كثيرا على أمي لأنها سبق أن تعرضت لانهيار عصبي . وفي المدرسة كانوا يضايقوني , كانوا يدعوني بالفتاة الشبح ويضعون عصا الذباب أسفل ظهري من دون أن اعلم , أما شقيقي فكانوا يدعونه الفتى الغريب الأطوار القادم من بيت الأشباح , والبعض كانوا يبصق عليه في الشارع “.
جانيت تخضع للطب النفسي ويقر بسلامتها
أما عن سبب حدوث الأمور الغريبة في منزلها فتعتقد جانيت أن السبب هو قيامها بلعب الويجا مع شقيقتها قبل أن تبدأ الأحداث بأيام قليلة , وبأن ذلك فتح الباب على مصراعيه لذلك الكيان الخفي الغامض للدخول إلى عالمنا . جدير بالذكر أن جانيت أدخلت إلى مصحة عقلية عام 1978 وأجريت اختبارات كاملة على سلامتها العقلية واالنفسية , وجاءت النتيجة سليمة