من قصص الأنبياء وقصة سيدنا هود ونسرد لكم بالتفاصيل قصة سيدنا هود عليه السلام ورسالته لقومه وإلى عاد أخاهم هوداً قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إن أنتم إلا مفترون” ونستعرض من قصص الأنبياء وقصة سيدنا هود
بعد قوم نوح والطوفان ، لم يكن هناك قلب واحد كافر فى الأرض ، ومرت سنوات وسنوات ، مات الآباء والأبناء ، نسى الناس وصية نوح وعادت عبادة الأصنام وبخبث الشيطان عادت الأرض تشكو من الظلام مرة ثانية. وأرسل الله سيدنا هود إلى قومه ، وكان هود عليه السلام من قبيلة اسمها “عاد” وكانت تسكن مكاناً يسمى “الأحقاف”. وكان قوم عاد أعظم أهل زمانهم فى قوة الأجسام والطول والشدة وكانوا عمالقة وأقوياء. ورغم ضخامة أجسامهم ، كانت لهم عقول مظلمة كانوا يعبدون الأصنام فقال لهم هود عليه السلام. «يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ، لم يسمع قوم هود إلى نبيهم وتلفتوا حولهم فوجدوا أنهم أقوى من على الأرض فأصابهم الكبرياء والعناد.
بدأ هود عليه السلام يحدث قومه عن يوم القيامة وأفهمهم أن إيمان الناس بالآخرة ضرورة تتصل بعدل الله ، مثلما هى ضرورة تتصل بحياة الناس ، وذلك أن يوم القيامة هو اليوم الذى تعاد فيه جميع القضايا مرة أخرى أمام الخالق ، ويعاد نظرها مرة ثانية ويحكم فيها رب العالمين سبحانه. وظل يحدثهم عن الإيمان ببعث الأجساد والوقوف للحساب ، ثم تلقى الثواب والعقاب ودخول الجنة والنار ، حدثهم هود عليه السلام بكل هذا ولكنهم كذبوه «وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم فى الحياة الدنيا ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون واستغرب قوم هود أن الله يبعث من فى القبور «أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم تراباً وعظاماً أنكم مخرجونہ هيهات هيهات لما توعدونہ إن هى إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين.
واستغربوا أن يعيد الله خلق الإنسان بعد تحوله على تراب. وظل الملأ يتساءلون أليس هذا النبى بشر مثلنا يأكل مما نأكل ويشرب مما نشرب بل لعله بفقره يأكل أقل مما نأكل فكيف يدعى أنه على الحق ونحن على الباطل.
قال لهم هود عليه السلام إن الله يهلك الذين كفروا مهما يكونوا أقوياء ، فقال له الكافرون ستنجينا آلهتنا. وأفهمهم سيدنا هود أن هذه الآلهة التى يعبدونها لتقربهم من الله ، هى نفسها التى تبعدهم عن الله ، أفهمهم أن الله هو وحده الذى ينجى الناس وأن أى قوة أخرى فى الأرض لا تستطيع أن تضر أو تنفع.
استمر الصراع بين هود عليه السلام وقومه ، وكلما مرت الأيام زاد قوم هود استكباراً وعناداً وطغياناً وتكذيباً لنبيهم وبدءوا يتهمونه بأنه مجنون وقالوا له «وما نحن بتاركى آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين ، بعد ذلك لم يعد يبق لهود عليه السلام إلا التحدى ، لم يبق له إلا التوجه إلى الله وحده ، وهو على يقين بأنه لا شىء يعجز الله. بهذا الإيمان بالله والثقة بوعده يخاطب هود عليه السلام الذين كفروا من قومه.
أعلن سيدنا هود براءته منهم ومن آلهتهم وأدرك أن العذاب واقع بمن كفر من قومه ، فإن الله يعذب الذين كفروا مهما كانوا أقوياء أو أغنياء أوفقراء.
انتظر هود عليه السلام وقومه وعد الله ، بدأت الأرض فى الجفاف ، ولم تعد السماء تمطر ، كانت الشمس تلهب رمال الصحراء وتبدو مثل النار التى تستقر على رءوس الناس ، فذهب قوم هود إليه وسألوه ما هذا الجفاف يا هود فقال لهم إن الله غاضب عليكم ، ولو أمنتم فسوف يرضى الله عنكم ويرسل المطر فيزيدكم قوة إلى قوتكم ، سخر منه قومه وزادوا فى العناد والسخرية ، فزاد الجفاف ومات الزرع.
وجاء يوم فإذا سحاب عظيم يملأ السماء فرح قوم هود وخرجوا من بيوتهم فرحين.
تغير الجو فجأة. من الجفاف الشديد والحر إلى البرد الشديد القارس. بدأت الرياح تهب ، ارتعش كل شىء الأشجار والنباتات والرجال والنساء والخيام ، ارتعش الجلد واللحم والعظام ، استمرت الرياح ليلة بعد ليلة وفى كل ساعة كانت برودتها تزداد وبدأ قوم هود يفرون ويختبئون فى الخيام ، فاقتلعت الخيام ، واختبئوا تحت الأغطية فاشتد هبوب الرياح وتطايرت الأغطية ، كانت الرياح تمزق الملابس وتمزق الجلد وتنفذ من الجسد وتدمره ، لا تكاد الرياح تلمس شيئاً إلا قتلته. «فلما رأوه عارضاً مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليمہ تدمر كل شىء بأمر ربها. استمرت الرياح مسلطة عليهم سبع ليال وثمانية أيام لم تر الدنيا مثلها أبداً ، ثم توقف الريح بإذن ربها «سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً فترى القوم فيها صرعا كأنهم أعجاز نخل خاوية.
ولم يعد باقياً من قوم هود إلا ما يبقى من النخل الميت ، فهلكوا جميعاً ، ونجا هود عليه السلام ومن آمن معه.