فتاة يقطع الطبيب لسانها وهو يعالج ضرسها، من أهم ما يجب أن يتميز به طبيب الأسنان أن يكون لديه شخصية محبوبة، تُساعده في تخفيف حدة التوتر لدى المرضى الذين يتلقون العلاج على يديه، خاصة أنّ معظم الناس ينظرون إلى طبيب الأسنان نظرة رعب وخوف، نظرًا للألم الذي يُرافق عمليات علاج الأسنان، ولكن ما حدث مع أميرة كان مختلفا .
لكن ما حدث مع أميرة كان مختلفًا؛ حيث ذهبت لتخفيف آلام ضرسها فقطع الطبيب لسانها, ليتم نقلها من العيادة إلى المستشفى مغمى عليها، وحين أفاقت وجدت نفسها «خرساء» لا تستطيع النطق، تتكلم بالإشارة بيديها وعينيها !
وضع الطبيب الأبرة في فمها لتنظيف «ضرسها» وسرح بالحديث مع الممرضة ولم ينتبه إلا على النزيف الذي يسيل من فمها، وأن الأبرة تركت الضرس وقطعت لسان أميرة.
وفي 19 مارس 1956، وقفت أميرة إبراهيم أمام اليوزباشي «مصطفى يسري» معاون بوليس الزيتون تبلغ عن مأساتها بالإشارة وكان معها زوجها.
يروي زوج أميرة الحادث الأليم للضابط المحقق, ويقول إنها ذهبت إلى طبيب الأسنان وجلست على الكرسي ووضع لها شيئا في فمها ولم تشعر هي إلا بسائل ساخن يخرج من فمها, وضعت يدها على فمها وجدت دما غزيرا.
انتبه الطبيب عندما صرحت «أميرة» ثم أصيبت بالإغماء, حاول الطبيب إسعافها بلا فائدة, فالنزيف مستمر وعروق اللسان كلها ممزقة، فسارع الطبيب إلى نقلها إلى المستشفى في سيارته وتحمل نفقات العلاج، وأجريت لها عملية «خياطة» في اللسان.
ساءت حالة الزوجة الشاب أكثر من أي وقت سابق وأصبح فمها «معوجا» كالمصابين بالشلل ولسانها متورم بسبب العملية التي أجريت لها، وحرمت من الأكل والشرب.
حقق في الحادث الملازم أول عزيز سعد وسأل الطبيب فقال: إن الأبرة سقطت على لسانها فجأة بدون قصد فقطعت شرايين اللسان وقمت بإسعافها على حسابي في مستشفى دار الشفاء، ولم أتعمد إصابتها وقطع لسانها هكذا.
قررت النيابة بعد سماع الطبيب إحالة أميرة إلى الطبيب الشرعي للكشف عليها وتحديد نوع العاهة التي أصابتها، حتى باتت تعيش على أمل واحد هو أن تستطيع في يوم من الأيام أن تنطق كلمة صحيحة أو جملة كاملة.