Breaking News

شيرين بكر تكتب.. أطلق العنان لدموعك

شيرين بكر تكتب.. أطلق العنان لدموعك
شيرين بكر تكتب.. أطلق العنان لدموعك
بوابة الساعة

أحيانا “تحرق نفسك” بقوة مزعومة تجبرها ألا تشعر بالألم، فتظن أن هذا هو الرضا.. وتعتقد أن صرختك وبكاءك ضعف.. وتحارب قلبك الذي يريد أن ينزف ويصرخ وأنت تمنعه فتسد ثقوبه بيد مرتعشة.. وتحارب عينك وتحجب عنها البكاء.

والحقيقة أنه لا شيء في حياتك يمر دون أن يترك أثرا، فالخلط بين الرضا والألم يدمرك دون أن تدري.

لا شك أن الرضا بالمقسوم والابتلاءات من العبادات القلبية التي تنقذ صاحبها من مصائب عظيمة.. والسعيد الحق من رضى بقضاء الله وقدره.. فاليقين بأن ما يحدث لك كله هو خير من الله يهدئ من روعك ويهون عليك الابتلاء، ولكن البعض يخلط بين الشعور بالرضا وتفريغ شحنة “الغضب” بالبكاء.. والغضب هنا لا يعنى السخط على قضاء الله ولكنها الفطرة التي خلقنا الله عز وجل عليها، فهو القائل سبحانه: (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى، وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا، وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى).

إذا التعبير عن الألم بالبكاء لا يتعارض مع كونك راضيا بما قسمه الله لك، فلا تخلط بين هذا وذاك.

“البكاء المكتوم يفتك بصاحبه”.. هكذا قال أحد الخبراء في علم النفس والذي أكد أنه عند تعرض الإنسان للضغط النفسي والتوتر لا يجب عليه كتمان دموعه بل يترك لها العنان فإنها تجلب الراحة النفسية وتساعده على التخفيف من الضغط النفسي والتوتر، وكما قال الكاتب الإنجليزي تشالز ديكنز: “ابكِ كما تريد فالبكاء يغسل الملامح ويهدئ المزاج”.

بعض السيدات “استرونج وومن” يظنن أن البكاء ضعف فهي لا تريد أن تشعر.. تريد أن تلغي قلبها تماما حتى لا تتألم.. تريد أن تجني على فطرتها ظنا منها أنها تنجو من ثوران بركاني صنعته هي بكتمانها ومعتقداتها الخاطئة،

وهذا ما يفعله أيضا بعض الرجال، فنحن في مجتمع شرقي تربينا على أن الرجل لا يبكي وإذا بكى فهو ضعيف قليل الحيلة. لا أتغزل هنا بالدموع ولا أدعوك للنحيب والبكاء على الأطلال، ولكن رفقا بأنفسنا.. اترك العنان لدموعك، فلا تظلم نفسك بقوة مزعومة شعارها الرضا.