شيخ الأزهر: الرسول كان أرحم على الضعيف والفقير والأجير وقال فضيلة الأمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف خلال كلمته صباح اليوم للاحتفال بالمولد النبوي و6 أكتوبر بوزارة الأوقاف والتي يشهدها الرئيس عبدالفتاح السيسي ، معددا مظاهر رحمة النبي صلوات الله عليه وسلم والتي لا تعد ولا تحصى ، ومنها انها أنقذت بعثة نبي الإسلام أمما كانت على وشك الاحتضار أو الانتحار، واسألوا دولة الفرس والدولة الرومانية، وأوروبا الشمالية، ومصر والهند وجزيرة العرب، وقارنوا أحوالها وقت المبعث، بأحوالها بعد وفاته صلى الله عليه وسلم بعقد واحد أو عقدين من الزمان، فهناك سوف يتضح الفرق ويصدق القرآن الكريم والحديث الشريف.
وتابع الطيب أن رجمة النبي لم تقبض يدها عن مستحقيها من المسلمين ومن غير المسلمين، حتى ممن ناصبوه العداء وأظهروا له الكراهية والبغضاء، وآذوه في بدنه وفي أسرته وفي سيرته وعرضه، ولم يكتف بالعفو والصفح والمغفرة بل كان يزيد على ذلك ويقول: اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون.
وأضاف شيخ الأزهر ، أن الضعفاء من أصحابه ومن غير أصحابه هم أحق الناس برحمته وحنانه واهتمامه، فكان يوصي أصحابه بخدمهم ويقول: أطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم من لبوسكم، ولا تعذبوا خلق الله عز وجل، فإن كلفتموهم فأعينوهم، وكان ينهي أصحابه أن يقولوا عن خدمهم: عبدي وأمتي، ويذكرهم بأن الكل عبيد الله وإماؤه، وأن الصحيح أن يقال: فتاي وفتاتي، وكان يوصي بإعطاء الأجراء أجرهم قبل أن يجف عرقهم، وكان يوقر الكبير ويرحم الصغير، وكان رحيما بالأطفال، وقد نالت البنات من رحمته فوق ما ناله الأبناء الذكور مخالفا بذلك ما تعاهد عليه مجتمعه وتعارف من تفضيل الابن على البنت، وكان يقول: من عال جاريتين أي: بنتين حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصبعيه.
وأضاف فضيلة الإمام الأكبر أنه حين الحديث عن رحمته -صلى الله عليه وسلم- بالأيتام فحدث ولا حرج، فمن يقرأ سورة الضحى، ويتأمل في قوله تعالى: “فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ”، يعجب لهذا الدين الذي يفتتح تعاليمه وتوجيهاته بأوامر تحمي اليتيم والفقير السائل، أو قل: تحمي الضعيف من انتهاك حرمته وجرح مشاعره، وتأمل مثل ذلك في سورة الماعون، واستعرض آياتها الأولى: أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَٰلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيم * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِين، ثم تساءل عن المكذب بالدين وعن أبرز صفاته وعلاماته، مبينًا بأن المكذب بالدين هو الذي يدفع اليتامى بعنف، ويقبض يده عن إطعام المساكين، كما أن الذي يكذب بالدين هو -أيضا- الذي لا يخف لمساعدة الجار والقريب حتى لو كانت المساعدة بأهون الأمور وأقلها شأنا.