تكتيكات الإستفادة الصينية من تجنيد الصينيين المتهودين من إقليم الكايفنغ الصينى فى جيش الدفاع الإسرائيلى
تحليل إستخباراتى للدكتورة/ نادية حلمى
الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ مساعد العلوم السياسية جامعة بنى سويف- محللة إستباقية إستخباراتية لدراسات المستقبل المنظور والنظام العالمى الجديد
أثار كتابى التحليلى الإستخباراتى الدولى باللغة الإنجليزية، حول: “تأثير الأقليات اليهودية ومراكز الفكر الإسرائيلية فى الصين على الأمن القومى العربى”، والذى درست عناصره وفصوله، وعايشت أحداثه كاملة بالصين بموافقة صينية كاملة لذلك، بل وتعمدى (وضع صورة متهودى الكايفنغ الصينى فى جيش الدفاع الإسرائيلى على غلاف كتابى الدولى المشار إليه)، ضجة عالمية، لدرجة شراء كبرى الجامعات الأمريكية المصنفة عالمياً لنسخ منه، وعلى رأسها: جامعات (هارفارد الأمريكية المصنفة الأولى حول العالم، وجامعات نيويورك، شيكاغو، ستانفورد، أوهايو، واشنطن)، وغيرها. بالنظر (لتسليطى الضوء لأول مرة عالمياً على خطة الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية فى تجنيد صينيين متهودين من إقليم الكايفنغ الصينى، لإفشال وتدمير العلاقات المستقبلية بين العرب والصين، لإستغلال هؤلاء الصينيين فى جيش الدفاع الإسرائيلى فى الخطوط الأمامية لجبهات القتال والحرب، خاصةً فى مدينة غزة الفلسطينية مع العرب).
وربما كان هذا الأمر، هو ما شغل بالى وفكرى التحليلى الإستخباراتى المستقبلى لسنوات طويلة، ومحاولتى الدائمة (ومخاطبتى الدائمة لأرفع المؤسسات العسكرية والدفاعية والأمنية والسياسية الصينية، لشرح خطورة وأبعاد الخطة العسكرية الإسرائيلية على مستقبل العلاقات الصينية العربية)، بالنظر لإرتباك العرب ومؤسساتهم الدفاعية والعسكرية والمخابراتية، للتساؤل حول:
مع من نتحارب، هل نحارب إسرائيل أم الصين؟
وبات هذا الأمر، هو شاغلى الأكبر، وهاجسى الأول لتحليله إستخباراتياً وأمنياً وعسكرياً ودفاعياً للصينيين على مدار سنوات طويلة، وهو (ما أدى فى نهاية المطاف، لخوض جهاز الإستخبارات الإسرائيلية “الموساد” لحرب إنتقامية منى فى قلب القاهرة، للتراجع عن فتح وتحليل هذا الموضوع للصين وللعالم، لتسببى فى إفشال خططه العسكرية والدفاعية المستقبلية مع الصين).
بل وبات الأخطر عندى (مع محاولة جهاز الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية الإستعانة بعدد من متهودى الكايفنغ الصينيين، لإعدادهم لخطط عسكرية ودفاعية وأمنية للمستقبل، لإختراق وزارة الدفاع الصينية ذاتها. وهو الأمر، الذى أضطرنى لإعلان إحتجاجى رسمياً للصين ولمؤسساتها الدفاعية والعسكرية والرسمية، على هذا النهج الإسرائيلى الإستخباراتى العسكرى فى التعامل مع “ملف تهويد الصينيين”، فضلاً على وقائع واحداث أخرى، عاصرتها وشاهدتها وحللتها إستخباراتياً بنفسى فيما يتعلق بملف تهويد الصينيين. مما تسبب لى فى أزمة تحدى إسرائيلية وأمريكية إستخباراتية لى فى قلب القاهرة، وتجنيد العديدين من المحيطين حولى، لإشاعة قصة جنونى، للتأكيد على عدم الإستماع لى دولياً وعربياً)، وهو الأمر الذى أدركت خطورته منذ الوهلة الأولى، وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية منذ سنواتى الجامعية الأولى، لإكتشافهم قدراتى التحليلية الإستخباراتية الإستباقية المتقدمة للمستقبل، وقدرتى الفائقة على تحليل أعمال كافة أجهزة الإستخبارات حول العالم، وتفكيك شبكات التجسس الأمريكية والإسرائيلية بكل سهولة مطلقة. وهو الأمر الذى أضطر الأمريكان لملاحقتى منذ سنوات دراستى بكلية السياسة والإقتصاد بجامعة القاهرة، لمحاولات تجنيدى المستمرة، وتتبعى عن طريق عدد من الأساتذة والطلاب والزملاء، وصولاً للمرحلة الراهنة التى نحن بصددها الآن، من إشاعة قصة جنونى أمريكياً، رغم شراءهم لكتاباتى وتحليلاتى التحليلية الإستخباراتية المستقبلية من قبل أهم وأرفع جامعاتهم العالمية، وعلى رأسهم “جامعة هارفارد الأمريكية”، والمصنفة فى المركز الأول، كأفضل جامعة حول العالم. وهو الأمر، الذر يبطل بشكل تام حجج وأكاذيب الأمريكان ووكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية وجهاز الموساد الإسرائيلى والإستخبارات العسكرية الإسرائيلية، بشأن إشاعة قصة جنونى الوهمية، والتعرض لى من قبل عملاءهم فى القاهرة، وتعريض حياتى ومستقبلى للخطر التام.
وكملاحظة عامة، وبالرغم من عدم وجود إحصائية محددة عن عدد اليهود فى الصين، فمن المعروف أن عدداً من اليهود العراقيين الذين كانوا قد هاجروا إلى مدينة شنغهاى فى القرن التاسع عشر، وإرتفع عددهم بعد الثورة البلشفية، وكانوا يعدون أنفسهم أكثر إنتماءاً وولاءً للصين، بالنظر لطبيعة إقامتهم فى الصين. وتقدر (الأوساط الإسرائيلية وليس الصينية)، بأن عدد اليهود فى الصين قد وصل إلى ١٠٠ ألف يهودى يقطن بعضهم فى (مدينة كايفنغ)، بالإضافة إلى عدد الإسرائيليين الجدد، والذين يقيمون بشكل دائم مع أسرهم، ويستثمرون فى الصين ويعيشون فيها.
وفى الوقت الراهن، ومع زيادة حدة التنافس الأمريكى تجاه الصين، لذلك بات لزاماً على الرفاق الشيوعيين فى بكين، وبمساعدتى تحليلياً إستخباراتياً لهم فى تحليل المشهد العام إزاء الحد من هذا التدخل الأمريكى فى الشؤون الصينية، وذلك عبر الدولة العبرية. وهو ما خططت له مراكز الفكر الصينية والتى رفعت تقاريرها إلى دوائر صنع القرار الصينى لوضع خطة بديلة تجاه سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الصين، من خلال (جعل تل أبيب بوابة لمد النفوذ الصينى فى مواجهة السياسات الأمريكية، ولزيادة الحضور الصينى فى منطقة الشرق الأوسط بعد تنامى النفوذ الأمريكى فى منطقة “الإندو-باسيفيك” بالمفهوم الأمريكى ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ بالمفهوم الصينى، خاصةً بعد تزايد أهمية هذه المنطقة، وتراجع التدخل الأمريكى لتحقيق مصالحها الإستراتيجية بالقرب من أماكن النفوذ الإقليمى الصينى فى آسيا).
وتتمثل تلك الخطة الصينية الحالية، فى (إرباك وتشتيت الولايات المتحدة الأمريكية فى أماكن مختلفة من العالم، وبالأخص فى إسرائيل عسكرياً، كحليفة مقربة وثيقة الصلة بالإدارة الأمريكية).
وبإعتبارى محللة إستباقية إستخباراتية فى المقام الأول، وجعلى (المستهدفة الأولى من قبل معظم الدوائر السياسية والإستخباراتية فى العالم، وبالأخص الإسرائيلية والأمريكية، فضلاً عن إلمامى بطريقة عمل أبرز أجهزة الإستخبارات حول العالم، وفى مقدمتها الموساد الإسرائيلى والمخابرات المركزية الأمريكية)، لدرجة أنه صار بإمكانى التعرف على طريقة عمل عملاء الموساد والإستخبارات الأمريكية، بناءً على نوعية المعلومات التى يطلبونها أو يحومون عليها، وبالأخص بالنظر لقربى من شخصيات بارزة فى بكين، لذا فأنا أكثر تعرضاً للإيقاع بعملاء حقيقيين للموساد الإسرائيلى والمخابرات المركزية الأمريكية، بات معظمهم يحاول التقرب منى، لفهم طريقة عمل أجهزة الدولة الصينية، خاصةً تلك المعقدة منها.
ومن هنا، بدأت فى التحليل الإستخباراتى للجانب الصينى، لرسم طريقة عمل الصينيين المقربين من جيش الدفاع الإسرائيلى، من متهودى إقليم الكايفنغ الصينى، الذى تدعى إسرائيل والمنظمات الصهيونية حول العالم، بوجود يهود صينيين حقيقيين به. فوجدت من خلال فهمى التام لأماكن عمل متهودى الكايفنغ الصينى فى قلب تل أبيب، بأنه يمكن وبكل سهولة لهؤلاء الصينيين المتهودين من إقليم الكايفنغ الصينى فى جيش الدفاع الإسرائيلى، تجنيدهم صينياً، وتكليفهم للقيام بالمهام الإستخباراتية التالية فى قلب تل أبيب ذاتها، على النحو الآتى:
١) بإمكان الصينيين المتهودين فى جيش الدفاع الإسرائيلى تجنيدهم وتدريبهم صينياً، لتصوير فرع وزارة الداخلية الإسرائيلية بمدينة “ريشون لتسيون”.
٢) بإمكان الصينيين المتهودين فى جيش الدفاع الإسرائيلى، نقل معلومات حول نظام الضمان الطبى والإجتماعى فى إسرائيل، وصور فرع الضمان الإجتماعى بمدينة “حولون” الإسرائيلية.
٣) كما بات بإمكانهم تصوير مقرات إستوديوهات البث الإذاعى لإسرائيل.
٤) ويبقى الأخطر عندى، هو سهولة حصولها على صور قريبة دقيقة وحقيقية للحراس الإسرائيليين عند مداخل المراكز التجارية للدولة العبرية، والتعرف على إجراءات وتكتيكات فتح النار عند المجندين وعناصر الأمن الإسرائيلى لفهم متى وكيف يتم ذلك، وظروف الرد عليه؟
٥) كما أن وجود صينيون متهودين فى قلب تل أبيب ومؤسساتها العسكرية، وداخل جيش الدفاع الإسرائيلى، سيمكن الصين من فهم ووصف (لباس وأزياء وأنواع وأقمشة حراس الأمن المختلفة فى الدولة العبرية ومقدار تغييرها وألوانها والفرق بينها عند كل مؤسسة عسكرية وأمنية إسرائيلية).
٦) ويبقى الأمر الحساس للغاية عندى، هى أنه وفى وقت لاحق سيتمكن المجندين الصينيين فى جيش الدفاع الإسرائيلى وفى صفوف الجيش الإسرائيلى، من (تسريب كافة أنواع الأسلحة للدولة العبرية للصين، كما ستفيد تلك المعلومات الحساسة الإستخبارات الإيرانية وعناصر حزب الله الموالين لبكين).
٧) كما أن حرص متهودى الكايفنغ الصينى على التجند فى الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية، لهو (بداية النهاية الحقيقية للهيمنة الأمريكية العسكرية على تل أبيب ومؤسساتها العسكرية، وبداية السيطرة الصينية الحقيقية على قلب وزارة الدفاع الإسرائيلية، والحصول على كافة الأسرار العسكرية والأمنية الإستخباراتية الأمريكية من خلالها).
فوفقاً لفهمى التام، لكيفية إنهاء الهيمنة الأمريكية عسكرياً وإستخباراتياً وأمنياً على الأراضى الإسرائيلية، وإمكانية إستغلالى إستخباراتياً لهذا الفرح وتلك السعادة العسكرية الإسرائيلية، بوجود صينيون متهودين فى صفوف وفى قلب مؤسسة الدفاع العبرية، والإحتفاء الإسرائيلى بهم، بإنتهازى ذلك الأمر الحساس بالنسبة لى وللصينيين تحليلياً وإستخباراتياً، لرسمى طريقة عمل إستخباراتية مثلى للصينيين، بحيث يمكن توظيفها والإستفادة منها على المدى البعيد.
– وتكمن خطتى الإستخباراتية الإستباقية للصينيين، فى توظيف المؤسسات العسكرية والأمنية والمخابراتية الصينية لمتهودى الكايفنغ الصينى فى قلب وزارة الدفاع الإسرائيلية، لتجنيدهم والطلب منهم، الآتى:
١) تصوير مواقع القواعد العسكرية الإسرائيلية فى مدن (تل أبيب وبئر السبع وحيفا).
٢) تصوير مقر “الكريا” العسكرى فى قلب تل أبيب، وهو مكان هيئة أركان الجيش الإسرائيلى الحساس.
٣) فضلاً عن تصويرهم لمستشفى “إيخيلوف” الإسرائيلى العسكرى.
٤) تجنيدهم وتدريبهم للحصول منهم على (عنوان البريد الإلكترونى لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى “نفتالى بينيت”)، مثلما حدث مع رئيس الوزراء السابق “بنيامين نتنياهو”، بل وتتبع ومعرفة أسماء مستشارى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى والقادة العسكريين.
٥) والأخطر عندى كمحللة إستباقية إستخباراتية، هو إمكانية إخضاع هؤلاء المتهودين من إقليم الكايفنغ الصينى، لتدريبات مكثفة تمكنهم فى النهاية من (تصوير مقار جهازى الموساد الإسرائيلى والشاباك الإستخباراتيين فى قلب تل أبيب).
٦) وهنا، بات لهؤلاء الصينيين المتهودين فى تل أبيب بكل سهولة مطلقة، النفاذ والحصول على عناوين منزل وهاتف رئيس الوزراء “نفتالى بينيت”، بل والأدق عندى، التعرف على الطاقم الخاص ب “أفيف كوخافى” كأبرز وأعلى رتبة قائد فى الجيش الإسرائيلى.
ومن هنا، باتت خطتى الإستخباراتية للصينيين، هى ضرورة العمل فى (إستثمار الجانب الإسرائيلى بشكل خاص، ثم اللوبى اليهودى فى الولايات المتحدة الأمريكية بشكل عام، وذلك من أجل إدارة علاقاتهم المتوترة مع واشنطن). فالملاحظ أن الصينيين يدركون جيداً مدى ثقل اللوبى اليهودى فى (صنع القرارات الأمريكية، وبالتالى فإن توثيق العلاقات مع إسرائيل يعد عاملاً جاذباً لدفع تل أبيب لتوظيف علاقتها مع اللوبى اليهودى لإتخاذ قرارات لصالح الصين فى المؤسسات الأمريكية المهمة، وخاصةً الكونغرس الأمريكى، وهو ما حدث وحللته الباحثة المصرية بعناية شديدة، من خلال تتبع بعض “التغيرات المتسارعة فى مواقف عدد من أعضاء الكونغرس الأمريكى من الدعم الكامل لتايوان لإتباع موقف متراخى أو محايد إزاء القضية والأزمات التايوانية المتتالية إزاء الصين).
ومن هنا، صارت الرغبة الأولى عند الصينيين فى إستثمار رؤوس الأموال اليهودية في العالم، من خلال جذبها إلى السوق الصيني، لاسيما أن لإسرائيل دورها في تشجيع المشروعات المشتركة بين رأس المال اليهودى والصينى.
وفى المقابل، يمكن بسهولة إستخباراتياً (الإستفادة الصينية من العديد من الصينيين الذين يعملون فى إسرائيل بالإضافة إلى الذين هاجروا إليها)، فضلاً عن التواجد الكثيف لعدد من المنظمات اليهودية والإسرائيلية العاملة فى الصين لتهويد الصينيين، فى إطار (سياسة التهويد وتحويلهم إلى اليهودية)، بالرغم من أن اليهودية ليست ديانة تبشيرية للدخول فيها مثل الإسلام والمسيحية.
إلا أن ما درسته الباحثة المصرية، وشهدت عليه على أرض الواقع، وتسبب لها فى مشاكل حقيقية فى الصين وفى السويد عند كتابتها عن هذا الموضوع فى “مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة لوند بالسويد”، وتأليفها كتاب عن هذا الشأن، هو “سياسة التعمد الإسرائيلية لتحويل الصينيين من إقليم الكايفنغ الصينى، إلى اليهودية فى مواجهة الصين لإثبات حقوق تاريخية لأقليات يهودية حقيقية فى الصين”، وذلك على خلاف الحقيقة، لأن اليهودية الحقيقية بالدماء عن طريق الأم وليس الأب، وهو ما لا ينطبق على الحالة الراهنة للصينيين المتهودين، والذين تدعوهم المنظمات اليهودية فى إسرائيل للتهود وزيارة إسرائيل، وإخضاعهم لبرامج دينية يهودية مكثفة لمدة تصل إلى عامين، ثم يتوجهوا بعد تهويدهم فى إسرائيل إلى ما يعرف ب “المحكمة الحاخامية العليا فى القدس”، لإعطائهم “شهادة تهويد”، تفيد بأنهم صاروا يهود متمرسين فى الديانة اليهودية. وهو ما إستوقف الباحثة المصرية، وتصديت له حينها فى الصين، والسويد ثم لاحقاً فى مصر. الأمر الذى أستفز الجانب الإسرائيلى لتدمير حياتى وتهديدى بإستمرار من أجل التوقف عن الكتابة عن هذا الملف للأبد، حتى لا يتم إستهدافى صهيونياً.
ووفقاً للتحليل الإستخباراتى العسكرى الأمنى للباحثة المصرية، فلقد وجدت بأن (إسرائيل قد إستفادت أمنياً وعسكرياً من (سياسة التهويد المتعمدة للصينيين)، عن طريق دفع إسرائيل لهؤلاء الصينيين المتهودين للعب أدوار لصالح إسرائيل لدى حكومة بلادهم الصينية)، من أجل تليين موقفها تجاه الاسرائيليين، وتشجيع الحكومة الصينية على إقامة علاقات عسكرية وتجارية وسياحية مع تل ابيب. وذلك رغم وقوف وتصدى الولايات المتحدة الأمريكية كحليفة وثيقة الصلة لإسرائيل فى وجه تنامى مثل هذه العلاقات بين الصين وإسرائيل.
ولكن ما أدركته الباحثة المصرية، وحللته بشكل مستفيض فى الفترة الأخيرة، هو (إتباع الصين سياسة اللعب المزدوج بملف الصينيين المتهودين بمساعدة إسرائيل ومنظماتها الصهيونية، من خلال إجتذابهم لتحقيق مصالحها فى مواجهة السياسات الأمريكية والإسرائيلية ذاتها، وبالتالى تهديد الأمن القومى الأمريكى والإسرائيلى على حد سواء). وبات هذا أكثر ما يقلق كلاً من (المنظومة الأمنية الإسرائيلية والأمريكية فى الوقت نفسه خوفاً من قيام الصين بالتجسس التكنولوجى داخل إسرائيل لصالح إيران كحليفة للصين)، وبالتالى التأثير سلباً على الأمن القومى الإسرائيلى والأمريكى أمنياً وعسكرياً ودفاعياً.
ويمكن للباحثة المصرية تحليل ذلك، وفهم كيفية وآلية إستفادة الصين أمنياً ومخابراتياً من اللعبة الإسرائيلية فى مواجهتها، وذلك بالنظر إلى (محاولات الصين فى إستقطاب الصينيين المتهودين داخل إسرائيل، والذين تم تهويدهم وتجنيدهم إسرائيلياً للعب أدوار مستقبلية لصالح الصين)، وبالتالى إفشال وتدمير اللعبة المستقبلية الإسرائيلية فى هذا الإطار، وهى سياسة إستباقية صينية عسكرية ودفاعية بالأساس فى مواجهة (سياسة التهويد الإسرائيلى المتعمدة لمواطنيها الصينيين).
وبعد إصدار كتابى عن سياسة التهويد والتجنيد الإسرائيلى للصينيين المتهودين فى جيش الدفاع الإسرائيلى، تمهيداً لإستخدامهم ضد الفلسطينيين والعرب، مع العلم، وكما لوحظ للباحثة المصرية، فإن “جيش الدفاع الإسرائيلى” يضع الأجانب والمرتزقة فى المقدمة، أى فى المقدمة الأمامية للقتال، لأنه سهل التضحية بهم عند بدء الحرب، كمقدمة عسكرية معروفة لإثبات وإختبار قوة العدو ومدى قدرته على توجيه ضربات حقيقية لخصمه فى المعركة. وهو دوماً ما تفعله إسرائيل فى “الهجمات العسكرية الإسرائيلية فى قطاع غزة فى فلسطين”، بالتعمد العسكرى الإسرائيلى لوضع كافة الأجانب والمرتزقة فى المقدمة، لسهولة التضحية بهم فى القتال. وهذا بالطبع (أمر مجرم وغير مشروع قانونياً ودولياً، وفقاً لإتفاقيات جنيف للأمم المتحدة عام ١٩٧٧، لذا يصير قانونياً وشرعياً حق كل دولة فى العالم فى المطالبة بأبنائها المجندين فى جيش الدفاع الإسرائيلى)، لعدم مشروعية ذلك دولياً وفق للقانون الدولى ولإتفاقيات جنيف الأممية.
وعند إصرار الباحثة المصرية على (دراسة وتتبع عدد المجندين الصينيين المتهودين بالأساس فى جيش الدفاع الإسرائيلى إستقصائياً وإحصائياً، فضلاً عن محاولة الباحثة كذلك الحصول على أعداد هؤلاء الأجانب والمجندون المرتزقة داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لأعداد المجندين الأجانب، بما فيهم الصينيين فى جيش الدفاع الإسرائيلى، فوجدت بأن عددهم قد فاق ٦ آلاف مجند أجنبى فى جيش الدفاع الإسرائيلى، ويمثلون ٧٠ دولة حول العالم، بما فيهم أمريكان، وهو أمر خارج عن حدود الشرعية الدولية). وهو أمر خارج عن حدود الشرعية الدولية والمنطق السليم فى إستعانة كل دولة بأصحاب جنسيتها ومواطنيها فى مؤسساتها العسكرية الإلزامية.
لذلك، فستجد أن (القيادات العسكرية العليا فى إسرائيل دوماً ما تضحى بهؤلاء الأجانب والمجندين المرتزقة فى مقدمة الخطوط الأمامية للحروب)، وهو أمر مجرم دولياً وغير مشروع كما أشرت. ولقد قرأت الباحثة المصرية عن (تعمد القيادات العليا الإسرائيلية فى وضع إثنين من المجندين الأمريكيين خلال توغلها داخل قطاع غزة، لذا تم التضحية بسهولة إسرائيلياً بالمجندين الأمريكيين الشبان، فى مقابل أهداف ومنافع سياسية وإستراتيجية إسرائيلياً للضغط على واشنطن للوقوف معها، بعد التضحية الإسرائيلية بهم). ومن هنا، تلعب المؤسسة العسكرية الإسرائيلية دوراً مزدوجاً للضغط على وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” لمساعدتها فى حربها فى قطاع غزة وهضبة الجولان السورية وغيرها. بالنظر لشراسة تلك المعارك التى تخوضها إسرائيل. فى حين، أن إسرائيل هى من تتعمد فى الحقيقة فعل ذلك.
كما حرصت إسرائيل كذلك على (تأسيس وإنشاء منظمات ومؤسسات لها فى الخارج، بهدف وحيد ألا وهو إستهداف وتجنيد المزيد من الأجانب داخل جيش الدفاع الإسرائيلى، بحجة المساعدة فى حماية دولتهم)، والحقيقة أن تلك المنظمات الصهيونية للتجنيد فى جيش الدفاع الإسرائيلى، هى واجهة للحصول على من يتم التضحية بهم فى حروب إسرائيل وأنشطتها العسكرية، وبالأخص فى قطاع غزة الفلسطينى، نظراً لإستهدافه عسكرياً إسرائيلياً فى المقام الأول، بدعاوى ضرب حركة حماس بصواريخ على أراضى إسرائيل من خلاله، وهكذا. وهذا الأمر، تم تجريمه دولياً كما أشرت، ويلزمه وقفة حازمة دولياً.
وهنا نجد بأن التعاون العسكري الصينى – الإسرائيلى هو إحدى الزوايا المهمة التى ترتكز عليها العلاقات بين البلدين. وعلى الرغم من التكتم الكامل وإحاطة الروابط العسكرية بين بكين وتل ابيب بالسرية التامة بسبب مصلحة الطرفين. إلا أن فى إعتقادى الشخصى بحثياً وتحليلياً هو هذا (الدور المزدوج للصينيين المتهودين داخل إسرائيل لصالح الصين وليس إسرائيل كما خطط قادة الموساد الإسرائيلى والقيادات العسكرية العليا فى تل أبيب).
إن التعاون العسكرى الصينى – الإسرائيلى يقترن دوماً بالتعاون فى مجالات أخرى متعددة بين البلدين، وهو ما تفعله تل أبيب دائماً، فهى لا تفصل بين التعاون المدنى والتعاون العسكرى بل على العكس من ذلك، فإن التعاون فى المجالات الأخرى كالزراعة والتجارة هو دائماً المدخل الذى تفضله للتعاون العسكرى، وهذا ينطبق بشكل واضح على الوضع الراهن الآن لإدارة ملف العلاقات بين الجانبين، وسبب (الإصرار الإسرائيلى على تجنيد وتهويد الصينيين ثم الدفع بهم كمجندين داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وجيش الدفاع الإسرائيلى).
وربما كان ذلك ما حدث فى إدارة علاقات تل أبيب العسكرية والأمنية والدفاعية مع الصين بشكل ما، ثم مع العديد من الدول الأفريقية. إذ (أن الإسرائيليين يرسلون فى البداية خبراءهم الزراعيين والفنيين، لكنهم سرعان ما يتحولون إلى الخبراء العسكريين، بحجة قدرتهم على إمداد الصينيين بمعلومات عسكرية وإستخباراتية فى المنطقة لصالحهم، أو لمساعدة الصين على تحديث منظومتها العسكرية والدفاعية والأمنية فى مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها، أو تلك العروض الإسرائيلية للمساهمة فى حماية النظم السياسية القائمة والقادة الأفارقة الذين سمح لها بالتغلغل داخل بلادهم)، ومن ثم الإستفادة الإسرائيلية المادية البحتة من ناحية، ومن ناحية أخرى محاولة إسرائيل (كسر العزلة الدولية التى أحاطت بها)، وذلك منذ إنشائها، فضلاً عن الدعوات المستمرة لمقاطعتها أكاديمياً وإقتصادياً ومقاطعة منتجاتها وصادراتها أو التعاون معها. لذلك، كثفت المؤسسة العسكرية والدفاعية الإسرائيلية تعاونها أمنياً بحجة المساعدة فى حماية الدول والأنظمة القائمة، خصوصاً فى العالم الثالث والدول الأفريقية على رأس قائمة الدول المستهدفة أمنياً وعسكرياً ودفاعياً من قبل إسرائيل.
مع تنامى الضغوط الأمنية الداخلية الإسرائيلية من الخبراء الأمنيين والإستراتيجيين العسكريين، فضلاً عن تزايد تلك الضغوط الخارجية الأمريكية على المسئولين الإسرائيليين، بشأن خطورة التواجد الصينى الكثيف فى إسرائيل. ومن هنا، قررت إسرائيل تشكيل “لجنة إستشارية للأمن القومى والإستثمار الأجنبى”، وإعتبرتها تل أبيب بمثابة خطوة ضرورية لمنع الصين من الإستمرار فى توسيع إستثماراتها لديها، والتعامل معها ضمن الحدود التى رسمتها الولايات المتحدة الأمريكية، فأوقفت صادراتها العسكرية للصين، وذلك بناءً على طلب واشنطن.
ولقد مارست الولايات المتحدة ضغوطاً فى السنوات الأخيرة على إسرائيل لإعادة النظر في علاقاتها الإقتصادية مع بكين لأنها تثير مخاوفها، فهى تستثمر فى (قطاعات التكنولوجيا التى تعتبرها واشنطن بالغة الأهمية لأمنها القومى والعسكرى)، ويكمن القلق الأمريكى فى ترجمة إستثمارات الصين إلى نفوذ إستراتيجى، وخلق إعتماد إسرائيلى متزايد على شركاتها فى بناء وتطوير وتشغيل منشآتها للبنية التحتية، بعضها فى مناطق حساسة من الناحية الأمنية.
وتنتقد كافة المؤسسات العسكرية والأمنية والدفاعية الأمريكية تلك (الآليات الرقابية الإسرائيلية غير الفعالة بشأن التورط الصينى الفادح وتسللها بعمق فى الإقتصاد الإسرائيلى، وكافة مفاصل الدولة العبرية)، وذلك لأن وجهة النظر الأمريكية، وفقاً لتقرير وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” تجاه الصين، تكمن حول:
“أن التدخل الصينى فى صناعة التكنولوجيا الفائقة الإسرائيلية يحمل خطر التجسس الصناعى عليها، ولا يمكن إستبعاد المحاولات الصينية المستقبلية للتدخل فى النظام السياسى الإسرائيلى”
وجاء الغضب الصينى من سياسة التدخلات الأمريكية فى إسرائيل للتأثير بالسلب على المصالح الإقتصادية لبكين، حيث أسفرت ضغوط واشنطن على تل أبيب بشأن الصين لأسباب عسكرية وأمنية إستراتيجية بالأساس، إلى:
(حرمان الصين من تشغيل منشأة سوريك لتحلية المياه لمدة ٢٥ سنة، لأنها تجاور قاعدة بالماخيم الجوية العسكرية الإسرائيلية، حيث تتمركز القوات الأمريكية، وبالقرب من “مركز ناحال للأبحاث النووية الإسرائيلية الحساسة” ذات الشراكة الإستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية)
وهنا، فلقد تمكنت الباحثة المصرية من تحليل خطورة وأهمية (تواجد المواطنين الصينيين العاملين فى كافة المفاصل والقطاعات الإسرائيلية، بما فيها الجيش والمؤسسة العسكرية والدفاعية، بوجود مجندين صينيين متهودين بها). وهنا يمكننا ملاحظة تواجد آلاف الصينيين بمختلف المجالات التشغيلية فى إسرائيل، حيث حفرت الصين سلسلة من الأنفاق فى مدن (الكرمل، القدس، غوش دان) بأيادى عمال صينيين فى تل أبيب.
ويمكننى هنا ملاحظة وتحليل مدى إستحواذ الصين على شركات إسرائيلية رئيسية كبرى ووضع (عاملين وموظفين وخبراء صينيين، فضلاً عن إدارتها لمشاريع إستراتيجية كأعمال التعدين وبناء الميناء الجنوبى فى أسدود وتأسيس السكك الحديدية الخفيفة فى تل أبيب وبناء خط القطار إلى إيلات بخبراء وفنيين وعمال صينيين). ومن هنا، باتت الصين تعرف جميع مفاصل الإقتصاد الإسرائيلى، وإستطاعت وضع أبنائها الصينيين فى كل القطاعات والمؤسسات الإسرائيلية، بما فيها العسكرية والدفاعية والأمنية، بتواجد مواطنيها الصينيين أنفسهم فى كافة القطاعات والمؤسسات الإسرائيلية، والأهم إطلاعها على أبرز النواحى العسكرية، بتواجد مجندين صينيين فى جيش الدفاع الإسرائيلى.
ولذلك، فإن هناك عدد متزايد من الجنرالات العسكريين والأمنيين الإسرائيليين باتوا (يؤيدون واشنطن فى تخوفاتها من تنامى النفوذ الصينى، خشية الوصول لأسرار إستراتيجية إسرائيلية أو أمريكية)، تهدد أمنهما القومى، وتسرب معلومات إستخباراتية وعسكرية حساسة لصالح إيران كحليفة للصين.
تكمن مجمل التخوفات الأمنية الأمريكية تجاه تزايد التواجد الصينى فى إسرائيل، وبالأخص تواجد وتجنيد وتهويد إسرائيل لعدد من الشباب الصينى فى إقليم “كايفنغ” الصينى، من خلال سلسلة من المخاطر والحساسيات بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية فى المقام الأول تجاه الصين، من خلال:
أ) تنامى التخوفات من تسلل مواطنى الصين فى الدولة العبرية إلى أسرارها العسكرية والأمنية، وبالتالى وضع الصين يدها على أهم وأبرز مواقع النفوذ ونقاط القوة والضعف فى إسرائيل، خاصةً تلك القطاعات الأمنية والدفاعية العسكرية، ذات الصلة بالولايات المتحدة الأمريكية.
ب) وقدرة هؤلاء المجندون المرتزقة الصينيون فى جيش الدفاع الإسرائيلى بالأساس، من الإطلاع على أبرز مشاريع إسرائيل الإقتصادية والإستثمارية، وفهم وتحليل (طبيعة وأسباب تلك المخاوف الأمنية الإسرائيلية والأمريكية من تنامى الإستثمارات الصينية فى تل أبيب).
وكان أحد أبرز تحليلاتى التى توقفت عندها الباحثة المصرية، خلال تصفحها لمواقع عسكرية ودفاعية إسرائيلية، من أجل تحليل وتتبع أنشطة المجندين الصينيين المتهودين بالأساس فى جيش الدفاع الإسرائيلى، فوجدت الباحثة المصرية، بأن أحد أبرز المنضمين حديثاً إلى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، هو المجند الصينى “شى شياوتشى”، وكان ذلك بناءً على رغبته الشخصية لدى وصوله من الصين إلى إسرائيل، بالنظر لتحدثه اللغة العبرية بطلاقة، بعد تخرجه من قسم دراسة اللغة العبرية فى الصين، فضلاً عن إلمامه بطبيعة المجتمع الإسرائيلى.
وربما كان أهم ما أستوقفنى طويلاً لتحليل الهدف الحقيقى من وراء إبراز هواية المجند الصينى “شى شياوتشى” فى إسرائيل فى التصوير والتمثيل بالعبرية، ونشرها داخل إسرائيل بالأساس، وتسليط الضوء على هويته الجديدة كمجند صينى فى الجيش الإسرائيلى، وهوايته المعروف بها حول “التصوير بالفيديو وعمل فيديوهات وأفلام ومسلسلات عبرية مع ممثلين إسرائيليين”. وهو ما دفعنى لتحليل ذلك، بالنظر لتحدثه اللغة العبرية، وجاهزيته التامة للإندماج بوضوح داخل المجتمع الإسرائيلى، بل وإثبات وجوده، بتمثيله لأفلام ومسلسلات إسرائيلية بلغة عبرية للترويج له داخل المجتمع الإسرائيلى كمواطن صينى، رغم إنضمامه حديثاً للجيش الإسرائيلى كرغبة شخصية منه للحياة فى إسرائيل، وأيضاً بسبب تخصصه فى “قسم اللغة العبرية” من إحدى الجامعات الصينية، وبات يعرف نفسه للإسرائيليين، بإسم “إيتسيك” العبرى.
Xi Xiaoqi & Chinese Itzik
وتبرز فيديوهات “شى شياوتشى” مدى فخره لإنضمامه إلى جنود الجيش الإسرائيلى فى تدريب أساسى، بات يشاركه “شى شياوتشى” عبر قناته الشهيرة باللغة العبرية، يلعب من خلاله دور البطولة فى المئات من مقاطع الفيديو حول (الحياة فى إسرائيل من منظور صينى).
فكان أحد أبرز الفيديوهات التى لفتت نظرى بشكل تحليلى دقيق للمجند الصينى فى جيش الدفاع الإسرائيلى “شى شياوتشى”، هو فيديو توجهه إلى “مدينة حيفا”، والترويج لتشغيل الصينيين للميناء الإسرائيلى الثالث فى الأهمية الإستراتيجية لتل أبيب، وذلك فى دعاية مباشرة لجهود وإستثمارات الصين داخل تل أبيب، فضلاً عن حديث “شى شياوتشى” حول (ميناء حيفا)، بإعتباره أحد أبرز العلامات التجارية الرئيسية الجديدة للصين الجديد فى إسرائيل، وتسليط الضوء على تشغيل الصينيين له.
ويبقى الأبرز، هو ذهاب وتصوير “شى شياوتشى” لمتابعة مشهد (وصول أول سفينة حاويات صينية تصل لميناء حيفا العبرى، محملة ببضائع صينية إلى تل أبيب)، وذلك فى اليوم التالى لزيارته. وتركيز الفيديو على تلك الأحرف الصينية التى كانت تزين تلك الرافعات الخاصة بنقل البضائع الصينية من السفينة الصينية إلى شاطئ ميناء حيفا الإسرائيلى.
كما يمكن مشاهدة وتحليل مقاطع فيديو أخرى ل “شى شياوتشى” خلال تسليطه الضوء على (عمال إسرائيليون يجرون أذرع تحكم تعمل بأجهزة تشغيل وكمبيوتر يعمل من خلال برمجيات صينية متقدمة). فضلاً عن لقطات فيديو صورها “شى شياوتشى” لعدد من (المكاتب الإدارية فى ميناء حيفا الإسرائيلى، وعليها عدد من المسؤولين التنفيذيين الصينيين عند وصولهم إلى الميناء).
وجاء تحليلى لرؤية “شى شياوتشى” من خلال (الدعاية الكبيرة للصين عبر الفيديوهات التى قام بإلتقاطها بنفسه داخل تل أبيب)، بتسليطه الضوء على (مصالح الصين داخل إسرائيل)، وسفره عبر (أنفاق الكرمل)، والتى تم حفرها فى تل أبيب قبل بضع سنوات من قبل (شركة تشييد الهندسة المدنية الصينية).
كما قام “شى شياوتشى” بتسليط الضوء على محطة للوقود في تل أبيب، بتأكيده أن بها منتجات مصنوعة من قبل (شركة منتجات الألبان العملاقة لشركة “تنوفا” الإسرائيلية فى السابق، والتى تسيطر عليها الآن شركة “برايت فود” الصينية). وما لفت نظرى وإنتباهى بشكل شديد، هو ما أن المجند الصينى فى جيش الدفاع الإسرائيلى “شى شياوتشى” قد أبرز العنوان والمقر الرئيسى للشركة الصينية التى إشترت “شركة تنوفا”، ونشره العنوان علنياً للإسرائيليين، حيث يقع مقرها الرئيسى فى: (٢٦٣ طريق هواشان، منطقة جينغان، شنغهاى). مؤكداً بأن الصين كانت بعيدة حتى فجأة أصبحت هنا فى إسرائيل.
كما بات المجند الصينى “شى شياوتشى” يظهر من حين لآخر وهو يتحدث باللغة العبرية على وسائل الإعلام الإسرائيلية مثل (القناة ١٢) أو قناة “كان ١١”. والملاحظ أنه كان يتحدث على قنوات التلفزيون الإسرائيلى، وهو يتحدث اللغة العبرية بطلاقة وبلغة عامية، والأبرز عندى والذى أستوقفنى بشكل تحليلى هو أن لدى “شى شياوتشى” فهم حاد للجمهور الإسرائيلى، ويعرف كيف يستحوذ على إعجاب الإسرائيليين. فمثلاً ستشاهدون فيديو له، وهو يتحدث عن أهم ١٠ أسباب لحب إسرائيل ، بما فى ذلك المناسبات الدينية اليهودية المقدسة، مثل: (الملواح، الأعياد اليهودية، مسيرة الكبرياء فى تل أبيب). ولخص المجند الصينى “شى شياوتشى” فلسفته فى الحياة مع الإسرائيليين وعمله معهم، من خلال إبداء إعجابه بالتعبير العبرى بأنه شخص يحب العمل أو المدمن للعمل، والتى توازيها فى المعنى الحكمة العبرية الشهيرة “سنرتاح فى القبر”.
nanuach bakever
كذلك حرص “شى شياوتشى” على “الترويج للحزب الشيوعى الحاكم فى الصين بين أوساط الإسرائيليين وفى وسائل الإعلام الإسرائيلية”، بحديثه عن جده “شى ريننان”، والذى أعطاه إسم “رونين”، وهو إسم عبرى معروف.
Xi Rennan
حيث عرف “شى شياوتشى” جده البالغ من العمر ٧٨ عاماً، بإعتباره من (قدامى المحاربين الشيوعيين النشطين فى الحرب الكورية، ودفاعه عن كوريا الشمالية الشيوعية)، بتأكيده على أن جده وقف إلى جانب الشمال الشيوعى بالطبع وليس الجنوبى، ويقصد بذلك “دولة كوريا الجنوبية” ذات النهج الليبرالى وليس الشيوعى مثل كوريا الشمالية، والحليفة للولايات المتحدة الأمريكية.
ومن خلال ذلك نفهم، بأن نهج المجند الصينى “شى شياوتشى” داخل جيش الدفاع الإسرائيلى، وشهرته فى وسائل التواصل الإجتماعى وكافة وسائل الإعلام الإسرائيلية، هو “الترويج لإستثمارات الصين ونجاحات الحزب الشيوعى الصينى وإخفاقات أعداء الصين الغير شيوعيين، والتأكيد على تغلغل الصين فى كافة مفاصل الإقتصاد الإسرائيلى، وشراؤها كبرى الشركات الرئيسية فى إسرائيل، فضلاً عن تسليطه الضوء على شراء الصين لأسهم وحصص “ميناء حيفا الإسرائيلى”، وهو الميناء العملاق الذى إعترضت الولايات المتحدة الأمريكية على التواجد الصينى به، لتهديده الأمن القومى الأمريكى، لوجود الأسطول السادس للبحرية الأمريكية به). ومن هنا يتضح لنا، بأن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية قد جندت مجند صينى موالى لدولته الأم فى بكين، ولسياسات الحزب الشيوعى الحاكم، فضلاً عن ترويجه لكافة مشروعات الصين وإستثماراتها فى إسرائيل. ومن هنا يمكننا التوصل لتحليل وإستنتاج عميق مفاده، بأنه قد (تم إختراق عمق جيش الدفاع الإسرائيلى ووزارة الدفاع الإسرائيلى ومؤسسات إسرائيل العسكرية من قبل المجندين الأجانب، وعلى رأسهم الصينيين المتهودين فى جيش الدفاع الإسرائيلى، مما يسهل الحصول على كافة الأسرار العسكرية الإسرائيلية والأمريكية)، وتسريب أبرز أسلحة الجيش الإسرائيلى التى يستخدمها فى القتال والهجوم، والتى تحرص الولايات المتحدة الأمريكية على إمداد إسرائيل بأحدث تقنياتها، إلا أن الإندفاع الإسرائيلى للتقارب مع الصين، أو حتى اللعب مع الصينيين عبر “سياسة التهويد الإسرائيلى المتعمدة للصينيين تمهيداً لنقلهم إلى تل أبيب وتجنيد الشباب منهم بالأخص فى جيش الدفاع الإسرائيلى”، هو أمر له خطورته على الأمن القومى والعسكرى والدفاعى الأمريكى لسهولة إختراق كافة التقنيات التكنولوجية والعسكرية الأمريكية من خلال حليفتها الإسرائيلية الوثيقة فى المنطقة.
ربما كان أخطر ما أستوقف الباحثة المصرية، هو تصريح رئيس برنامج الدراسات الصينية فى “معهد أبحاث الأمن القومى” فى جامعة تل أبيب، البروفيسور “أيال بروبير”، والذى تولى مناصب دبلوماسية فى قنصليات وسفارة إسرائيل فى الصين، إلى إعلان وزارة الخارجية الأمريكية مؤخراً، بأن إسرائيل بصدد الإتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية على ألا تستخدم فى أراضيها شبكات “الجيل الخامس” التابعة لشركة هواوى الصينية. ورغم أن الصين لم تعقب على ذلك رسمياً، إلا أن ما لفت إنتباهى بحثياً وتحليلياً، هو تصريح إحدى وسائل الإعلام الناطقة بإسم الحكومة الصينية، عبر أحد الصحفيين الصينيين عبر “تويتر” بتأكيده، بأن:
“هذا الإتفاق بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، بشأن منع إسرائيل من إستخدام شبكة الجيل الخامس على أراضيها التابعة إلى شركة هواوى الصينية، هو بمثابة فضيحة وإنكار للجميل من جانب إسرائيل، والتى لا تقدر صداقة الصين على مر السنين”
وهنا نفذت الصين خطوة ضد إسرائيل كتلميح سياسى فى نهاية عام ٢٠١٧، بعد إعلان الرئيس الأمريكى “دونالد ترامب”، عن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. وكإعتراض صينى مباشر على ذلك، فقد أصدرت الصين تحذيراً لكافة مواطنيها من السفر إلى إسرائيل، ما أدى إلى (إنخفاض عدد السياح الصينيين إلى إسرائيل بحوالى ٣٠%)، وذلك فى بداية عام ٢٠١٨، مما ألحق ضرراً إقتصادياً بالسياحة الإسرائيلية بسبب معارضة الصين لمواقفها السياسية.
إستوقفتنى مقالة سابقة للبروفيسور والخبير الإسرائيلى المعروف فى الشؤون الصينية بالجامعة العبرية “يتسحاق شيحور”، أكد فيها:
“أن الصين ليست حليفة لإسرائيل، ولن تكون كذلك، لأنها لا تريد، لكنها تحاول المحافظة على علاقات جيدة مع مختلف أطراف المنطقة، دون أن تظهر تقارباً مع إسرائيل، قد يفسره الفلسطينيون والعرب بأنه على حسابهم”
تتمثل أبرز تلك التخوفات الأمنية الأمريكية من (تقاطع عمل الشركات الصينية مع مشاريع عسكرية إسرائيلية، أو قربها من مواقع إستراتيجية إسرائيلية ذات صلة بالأمن القومى الأمريكى). وعلى مستوى العلاقات بين شركات الريادة التكنولوجية الإسرائيلية الصينية، يأتى التخوف الأمريكى من إمكانية إستخدام الصين التكنولوجيا الإسرائيلية التي تستوردها فى صناعاتها العسكرية. كذلك نفس الأمر تتخوف منه الولايات المتحدة الأمريكية فى إمكانية أن (يتقاطع مكان تواجد الأسطول السادس الأمريكى بجوار قاعدة سلاح البحرية فى حيفا، وذلك بسبب النفوذ الإقتصادى الصينى فى بناء الميناء المدنى هناك).
كتب البروفيسور الإسرائيلى “جيكوب ناغل”، وهو مستشار سابق فى الأمن القومى الإسرائيلى، محذراً من خطورة الصين ومشروعاتها المختلفة على أمن إسرائيل والتحكم بها، من خلال تأكيده على:
“أن الصين تنظر إلى أبعد من مينائى حيفا وأشدود، فالشركات الصينية تسعى للفوز بعقود تنفيذ مشروعات أخرى، مثل شبكة الأنفاق تحت الأرض فى منطقة جبال الكرمل الشمالية مع نظام التحكم بها”
ستتمكن الصين حتماً بفضل إستثماراتها فى إسرائيل، وتحديداً من خلال إستثماراتها فى (ميناء حيفا الإسرائيلى والمجندين الصينيين المتهودين فى جيش الدفاع الإسرائيلى) من الحصول على معلومات وتحليلات حساسة تخص (رصد مهمات وتحركات السفن الأمريكية)، كما أن الوجود الصينى بحد ذاته فى إسرائيل يشكل تهديداً للأمن السيبرانى، مما سيقوض من سيادة الدولة اليهودية.
إستثمار الصين فى منظومة السكك الحديدية الخفيفة، والذى من المتوقع أن يبدأ العمل به فى محيط (هيئة الأركان العامة الإسرائيلية فى وسط تل أبيب وقرب القاعدة البحرية الإسرائيلية فى أشدود).
إسهام شركات صينية فى مشروعات عملاقة وحساسة تمس عمق الأمن القومى الإسرائيلى والأمريكى، من خلال التواجد الصينى فى (موانئ حيفا وأشدود الإسرائيلية). كما فازت شركة صينية أخرى بعقد من أجل (بناء ميناء جديد فى مدينة أسدود جنوبى إسرائيل). فضلاً عن قرار الحكومة الإسرائيلية بالسماح إلى (مجموعة ميناء شنغهاى الدولية) بالدخول فى صفقة بقيمة مليارى دولار، لتشغيل إحدى المحطات فى حيفا، وهو المكان الذى من عادة (سفن الأسطول السادس للبحرية الأمريكية) أن تدخل إليه.
ونجد أنه وفقاً للإتفاق الصينى مع إسرائيل، فإن (مجموعة شنغهاى إنترناشونال بورت الصينية) قد تمكنت فى عام ٢٠٢١ من إدارة ميناء حيفا الذى تمت توسعته حديثاً، بموجب عقد مدته ٢٥ سنة، وفقاً لصحيفة “يديعوت أحرونوت” المقربة من الدوائر الحكومية الإسرائيلية.
كذلك نجد التأكيد الإسرائيلى على “تصدير إسرائيل لتكنولوجيتها المتقدمة إلى الصين، وهى ذات التكنولوجيا التى حصلت عليها إسرائيل من الولايات المتحدة الأمريكية وتمس بعمق الأمن القومى الأمريكى”، وهو نفسه ما صرح به رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق “بنيامين نتنياهو”، بزيادة حجم الصادرات الإسرائيلية إلى الصين بنسبة ٥٦%، وتتركز هذه الصادرات أساساً فى قطاع التكنولوجيا.
وهنا تؤكد الباحثة المصرية من خلال دراساتها وكتاباتها المتعمقة فى هذا الشأن، بأن (الديانة اليهودية ليست ديانة قانونية فى الصين والمجتمع اليهودى صغير وغير معترف به). لذلك تحرص منظمات صهيونية مقرها الرئيسى فى إسرائيل، على التواجد بشكل أساسى فى الصين، وتحديداً بالتركيز على “إقليم كايفنغ” من أجل إجتذاب المزيد من الصينيين إلى الديانة اليهودية وتهويدهم، وتقديم منح دراسية للطلبة الصينيين للقدوم والدراسة فى تل أبيب ثم فرز من يصلح منهم للتجنيد. وكلها محاولات كانت الباحثة المصرية شاهدة حية عليها خلال دراستها واقامتها فى العاصمة الصينية بكين، حيث درست على أرض الواقع كافة المحاولات الإسرائيلية من أج?