تغيير المناخ وتأثيره علي العالم

كتبت: نهلة مبارك

يُعد المناخ من أهم العوامل المؤثرة في الحياة على كوكب الأرض، إذ يلعب دورًا أساسيًا في تحديد طبيعة البيئة ونظامها الحيوي. ومع التغيرات المناخية المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم، أصبحت قضية المناخ واحدة من أبرز القضايا العالمية التي تتطلب تعاونًا دوليًا لمواجهتها.
يؤثر المناخ على جميع جوانب الحياة، بدءًا من الزراعة والمياه وحتى صحة الإنسان واستقرار المجتمعات. فالمناخ المعتدل يساهم في ازدهار المحاصيل الزراعية، بينما تؤدي التغيرات المناخية الحادة إلى كوارث طبيعية مثل الفيضانات، الجفاف، وحرائق الغابات، مما يؤثر سلبًا على الإنتاج الغذائي والاقتصادات المحلية والعالمية.

مصر، كونها إحدى الدول الأكثر عرضة لتأثيرات التغير المناخي، خاصة في المناطق الساحلية والدلتا، تعمل بجدية على عدة محاور لمواجهة التحديات البيئية، ومن أبرز جهودها:

-في عام 2022، استضافت مصر مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP27) في شرم الشيخ، حيث لعبت دورًا قياديًا في مناقشة القضايا المناخية العالمية، وسعت إلى تعزيز التمويل المناخي للدول النامية، وتشجيع التحول نحو الاقتصاد الأخضر. -التوسع في مشاريع الطاقة المتجددة
تنفيذ مشاريع كبرى مثل مجمع بنبان للطاقة الشمسية في أسوان، الذي يُعد واحدًا من أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في العالم.
-التوسع في إنتاج طاقة الرياح، مثل مشروعات مزارع الرياح في خليج السويس.
-تعزيز استخدام الطاقة النظيفة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
-إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050
مصر وضعت خطة طويلة المدى تهدف إلى:
•تعزيز استخدام الطاقة المتجددة.
•تطوير وسائل النقل المستدامة مثل القطارات الكهربائية والمواصلات العامة الصديقة للبيئة.
•حماية المناطق الساحلية من ارتفاع منسوب البحر.
-التحول نحو الاقتصاد الأخضر
•دعم المشروعات البيئية وتقليل استخدام البلاستيك أحادي الاستخدام.
•تشجيع الشركات على استخدام التكنولوجيا الصديقة للبيئة.
•تعزيز برامج إعادة التدوير وترشيد استهلاك الموارد.
-إجراءات لحماية الأمن المائي والزراع.
•تبني مشروعات تحلية مياه البحر لتوفير المياه العذبة.
•تطوير أساليب الري الحديث لتقليل استهلاك المياه في الزراعة.
•التوسع في زراعة الأشجار للحفاظ على التوازن البيئي.

2. الدول العربية والخليجية:
•بدأت دول مثل السعودية والإمارات في الاستثمار بقوة في الطاقة المتجددة، مثل مشروع “المدينة المستدامة” ومشروعات الهيدروجين الأخضر.
•تعتمد على سياسات بيئية متطورة لتقليل الاعتماد على النفط كمصدر أساسي للطاقة.

3-دور الدول الكبرى في قضايا المناخ
1. الدول الصناعية الكبرى (مثل الولايات المتحدة، الصين، والاتحاد
•تُعد هذه الدول من أكبر المساهمين في الانبعاثات الكربونية بسبب الصناعات الثقيلة.
•التزمت بتقليل الانبعاثات الكربونية وفقًا لاتفاقية باريس للمناخ.
•الاستثمار في تكنولوجيا الطاقة النظيفة مثل السيارات الكهربائية والهيدروجين الأخضر.

2. الدول النامية (مثل الهند، البرازيل، وجنوب أفريقيا):
•تواجه تحديات كبيرة بسبب اعتمادها على الصناعات كثيفة الانبعاثات.
•تحاول تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية وتقليل التأثير البيئي.
•تطالب بتمويل دولي لدعم مشاريع الطاقة المتجددة والتكيف مع التغيرات المناخية.

لمواجهة تغيير المناخ هناك التحديات، لا بد من اتخاذ تدابير حازمة على المستويين العالمي والمحلي، ومن أبرز الحلول الممكنة:
خفض الانبعاثات الكربونية عبر الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، كبديل للوقود الأحفوري.
زيادة المساحات الخضراء والحفاظ على الغابات نظرًا لدورها الحيوي في امتصاص ثاني أكسيد الكربون والحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
تعزيز السياسات البيئية المستدامةمن خلال سنّ تشريعات تقلل التلوث، وتدعم المؤسسات والشركات التي تتبنى ممارسات صديقة للبيئة.
نشر الوعي البيئي عبر حملات توعوية تحفز الأفراد على تبني سلوكيات أكثر استدامة، مثل تقليل استخدام البلاستيك وتعزيز ثقافة إعادة التدوير.

التغير المناخي هو تحدٍ عالمي يحتاج إلى تعاون الجميع، حيث تلعب كل دولة دورًا مختلفًا وفقًا لقدراتها ومسؤولياتها. مصر اتخذت خطوات جادة في مواجهة التغير المناخي، وتسعى لتحقيق تنمية مستدامة من خلال الطاقة النظيفة والمشروعات البيئية، في حين أن الدول الكبرى مطالبة ببذل جهود أكبر نظرًا لدورها الكبير في تفاقم الأزمة.