قد نسمع كثيرا عن ابن عاق فندع له بالهداية والصلاح ،ونطمئن أنفسنا بأنه غدا سيصبح أبا ،وستصيبه بشاعة فعله،اما أن نسمع عن ابٍ قاس أو عاق لأبنائه ،فهو أمر لا يقبله العقل ،و قد يحترق منه القلب،وقد نصل من بشاعة الفعل الذي يخالف فطرة كل المخلوقات على وجه الارض أن نقول أنها من علامات نهاية الزمان
اذا لماذا يرفض العقل الإنساني فكرة القسوة والجحود أو الجفاء العاطفي عند الوالدين ؛لأن الله تعالى وضع الرحمة والعطف والحنان والعطاء فى قلب الوالدين ولم يضع لتلك الصفات حدود او شروط فيمنحها الأباء الذين ينعمون ببر وحنان الأبناء ،كما يمنحها بلا نقص بل قد يزيد منها الآباء الذين ابتلاهم الله بعقوق وجفاء الأبناء ،ونحن لا ندرك هذا العطاء الفياض الذي ننهل منه دون أدنى عناء منا بأن نقابله بنظرة رضا أو كلمة شكر لذلك الأب يعمل بلا كلل أو ملل متحملا حر الصيف وبرد الشتاء لكى يكون مستعداً لتلبية احتياجات أبنائه فور أن يصرحوا بها وبأكثر مما طلبوا مانحاً إياهم ثقة بأن لهم سند وعون وكأنه الفانوس السحري اطلب تجاب ،حاملا بين أضلعه قلباً ينبض بنظرة سعادة في وجه أبنائه وكأنه ملك قد خضعت له الدنيا بما فيها وما عليها ،وكلنا ونحن صغار قد سمعنا أبانا بمجرد أن تطأ قدمه البيت يسأل متلهفا امنا أين الأولاد ،و هل أكلوا وايه أخبارهم ،ويصيح تعالوا اجلسوا تناولوا الطعام معى ناسيا ومتناسيا تعب وعناء يومه الشاق،تلك الكلمات وتلك الأحداث تتكرر معنا نحن الأبناء عندما أخذنا دور الأباء ،حينها نشعر كأن الزمن لم يمر والمشاعر لم تتبدل ولكن هم الأشخاص فقط اختلفت أدوارها فى رحلة الحياة المستمرة
رحم الله آباء ضحوا وبارك فى أبناء بروا وهد الله كل من قلبه جفاء أو قسوة