بوابة الساعة الإخبارية رئيس مجلس الإدارة محسن سرحان
بقلم/ مصطفى قنديل
إذا كنت متابعا للأحداث السياسية في المنطقة ستعلم جيدا أن هذه الزيارة بهذا التوقيت والمكان ما هي إلا ترجمة لحنكة سياسية من الرئيس السيسي ورؤيته لهذه المنطقة والقضية الفلسطينية.
فقد أوصل الرئيس رسالة في غاية الأهمية للاتحاد الأوروبي والعالم أجمع، مفادها أنه رغم ما يحيط بمصر من حروب على حدودها وأنها تقع في بؤره صراعات من جانب العديد من الدول المجاورة، إلا أنها بلد أمن وأمان،والأهم توصيل رسالة مفادها انه لاوجود لدوله يهودية تدعي إسرائيل، فالكل كان متعايشا، مسلم ومسيحي ويهودي وأرمن وطليان ويونان هنا في مصر، وبالأخص في هذا الحي الشعبي، الجمالية وخان الخليلي.
ثالثا، فإن التحرك برئيس دولة كبيرة مثل فرنسا داخل الأحياء الشعبية مع القليل من الحراسات يوضح أن المصريين دائما شعب قوي يستقبل ضيوفه بحفاوة، ومصر بلد آمن لجذب المزيد من الاستثمارات، محطة قوية لانطلاق العديد من الصناعات بها بسبب استقرارها الأمني .
فتوقيت الزيارة لرئيس دولة أوروبية قوية ينظر لمصر باعتبارها حليف استراتيجي لبلاده، وتأكيده على دعم فرنسا لموقف مصر القوي ودورها المؤثر في دعم القضية الفلسطينية ورفض تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية، ودعم مصر في مواجهة التحديات الاقتصادية وما تعانيه بسبب تداعيات الأزمات والتوترات وتطورات الأوضاع في المنطقة، شديد الأهمية، لأنه يأتى وسط استمرار أبشع عدوان إسرائيلى على قطاع غزة، وعلى سوريا، ورفض الانسحاب من جنوب لبنان، والحديث عن إمكانية توجيه ضربات عسكرية للمشروع النووى الإيرانى.
وحينما يزور ماكرون العريش، فهى إشارة واضحة إلى رفض العدوان ورفض مخطط التهجير والتمسك بحل الدولتين، وكذلك التأكيد على الدور المصرى فى تقديم المساعدات للشعب الفلسطينى منذ بداية العدوان وحتى الآن.
لذلك اعتبر هذه الزياره ضربة معلم من الرئيس السيسي وحنكته السياسية لترجمة المواقف تجاه الأزمات المحيطة بالمنطقة وتقديم حلول لها بأبسط الطرق.. حفظ الله مصر شعبا وجيشا ورئيسا.
