عودة إلى طهران
زيارة لافتة في توقيت حساس.. وزير الدفاع السعودي في طهران وسط آمال التهدئة الإقليمية
في خطوة مفاجئة تعكس ديناميكية جديدة في العلاقات الإقليمية، وصل صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان، وزير الدفاع السعودي، إلى العاصمة الإيرانية طهران اليوم الخميس 17 أبريل 2025، في زيارة رسمية تأتي قبل أيام قليلة من بدء جولة محادثات حاسمة بين طهران وواشنطن حول الملف النووي.
محادثات بين الرياض وطهران: من الملفات الأمنية إلى التعاون الإقليمي
وبحسب مصادر دبلوماسية، يلتقي الأمير خالد بن سلمان عددًا من كبار المسؤولين الإيرانيين لمناقشة جملة من القضايا الثنائية، أبرزها تعزيز أمن الملاحة في الخليج، وتنسيق الجهود لخفض التصعيد في اليمن والعراق، إضافة إلى مناقشة مستجدات الاتفاقيات الأمنية التي تم التوصل إليها بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 2023.
توقيت الزيارة: بين التحالفات المتغيرة والتحديات النووية
تأتي هذه الزيارة في توقيت بالغ الحساسية، قبيل مفاوضات متوقعة بين إيران والولايات المتحدة حول الملف النووي، وسط تصعيد في التوترات الإقليمية. ويُنظر إليها باعتبارها محاولة سعودية لتعزيز الاستقرار الإقليمي من خلال قنوات الحوار المباشر، بدلًا من التصعيد عبر الحلفاء.
خبراء: الزيارة تحمل رسائل واضحة لواشنطن وتل أبيب
يرى مراقبون أن هذه الزيارة تحمل رسائل سياسية متعددة، ليس فقط لإيران، بل أيضًا للولايات المتحدة وإسرائيل، مفادها أن السعودية باتت لاعبًا إقليميًا متزنًا يسعى إلى بناء منظومة أمن جماعي في المنطقة، دون الاعتماد الحصري على التحالفات التقليدية.
خاتمة: سياسة خارجية أكثر مرونة وانفتاحًا
تعكس زيارة وزير الدفاع السعودي إلى طهران تحوّلًا واضحًا في السياسة الخارجية السعودية، تقوم على الحوار وبناء الثقة، بدلاً من سياسة المحاور والمواجهة. وهي خطوة قد تمهّد لمرحلة جديدة من الاستقرار الإقليمي إذا كُتب لها النجاح.
رد إيراني: نرحب بأي حوار يرسّخ أمن المنطقة
في أول تعليق رسمي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، إن “زيارة وزير الدفاع السعودي خطوة إيجابية في مسار تعزيز الثقة المتبادلة بين طهران والرياض”، مشيرًا إلى أن “إيران ترحّب بأي مبادرة تُسهم في أمن واستقرار الخليج بعيدًا عن التدخلات الخارجية”. وأكد كنعاني أن المحادثات مع الجانب السعودي “تناولت قضايا حساسة، من بينها الوضع في اليمن والتعاون الأمني المشترك”.
واشنطن تراقب.. وتحذير من الإخلال بتوازن القوى
من جهتها، علّقت الخارجية الأمريكية بحذر على الزيارة، حيث قال المتحدث الإقليمي باسم الوزارة، سامويل واربيرغ، إن “الولايات المتحدة تتابع عن كثب التحركات الإقليمية كافة، ونؤمن بأن أي حوار يساهم في خفض التوترات هو أمر مرحّب به”. ومع ذلك، شدد على أن “التقارب بين دول المنطقة يجب ألا يؤثر سلبًا على جهود منع إيران من تطوير قدرات نووية غير سلمية”.